ورجع بابكيال وجماعة من القواد إلى المهتدى فقتل بابكيال ثم أنف الأتراك من مساواة الفراغنة والمغاربة لهم وأرادوا طردهم فأبى المهتدى ذلك فخرج الأتراك عن الدار بأجمعهم طالبين ثار بابكيال فركب المهتدى على التعبية في ستة آلاف من الفراغنة والمغاربة ونحو ألف من الأتراك أصحاب صالح بن وصيف واجتمع الأتراك للحرب في عشرة لاف فانهزم المهتدى وكان ما ذكرناه من شأنه ثم أحضر أبو العباس أحمد بن المتوكل وكان محبوسا بالجوسق فبايعه الناس وكتب الأتراك إلى موسى بن بغا وهما غائبان فحضر وكملت البيعة لأحمد بن المتوكل ولقب المعتمد على الله واستوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأصبح المهتدى ثاني يوم البيعة ميتا منتصف رجب من سنة ست وخمسين على رأس سنة من ولايته ولم يزل ابن خاقان في وزارته إلى أن هلك سنة ثلاث وستين من سقطة بالميدان سال فيها دماغه من منخريه فاستوزر محمد بن مخلد ثم سخط عليه موسى بن بغا واختلفا فاستوزر مكانه سليمان بن وهب ثم عزله وحبسه وولى الحسن ابن مخلد وغضب الموفق لحبسه ابن وهب وعسكر بالجانب الغربي وترددت الرسل بينهما فاتفقا وأطلقه وذلك سنة أربع وستين * (ظهور العلوية بمصر والكوفة) * وفى سنة ست وخمسين ظهر بمصر إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن الحنفية ويعرف بالصومي يدعو إلى الرضا من آل محمد وملك أشياء من بلاد الصعيد وجاءه عسكر أحمد بن طولون من مصر فهزمهم وقتل قائدهم فجاء جيش آخر فانهزم أمامهم إلى أبوخات وجمع هنالك جموعا وسار إلى الاشمومين فلقيه هنالك أبو عبد الرحمن العمرى وهو عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر كان قد أخذ نفسه بحرب البجاة وغزوا بلادهم لما كان منهم في غزو بلاد المسلمين فاشتد أمره في تلك الناحية وكثر اتباعه وبعث إليه ابن طولون عسكرا فقال لقائده أنا ألبث هناك لدفع الأذى عن بلاد المسلمين فشاور أحمد بن طولون فأبى القائد الا من أجزته فهزمه العمرى ولما سمع ابن طولون خبره أنكر عليهم أن لا يكونوا بذكره فبقي على حاله من الغارة على البجاة حتى أدوا الجزية فلما جاء الصولي من الأشمونين لقيه العمرى فهزمه وعاد العمرى إلى أسوان واشتد عيثه فبعث إليه ابن طولون العساكر فهرب إلى عيذاب وأجاز البحر إلى مكة وافترق أصحابه وقبض عليه والى مكة وبعث به إلى ابن طولون فحبسه مدة ثم أطلقه فرجع إلى المدينة ومات بها وفى هذه السنة علي بن زيد وجاءه الشاه بن ميكا من قبل المعتمد في جيش كثيف فهزمه وأثخن في أصحابه فسرح المعتمد إلى حربه ليجوز التركي فخرج على عن الكوفة
(٣٠٥)