أنفسهما فخرج معهما غضبا على الأتراك ونزلوا على قرواش بالسندية واستعظم الأتراك ذلك وبعثوا بالاعتذار والرغبة وقال أبو القاسم المغربي دخل بغداد انما هو أربعمائة ألف وخرجها ستمائة فاتركوا مائة وأحتمل مائة فأجابوه إلى ذلك خداعا وشعر بوصولهم فهرب لعشرة أشهر من وزارته ثم كانت فتنة بالكوفة بين العلوية والعباسية وكان لابي القاسم المغربي صهر وصداقة في العلوية فاستعدى العباسيون المغربي عليهم فلم يعدهم لمكان المغربي وأمرهم بالصلح فرجعوا إلى الكوفة واستمد كل واحد منهم خفاجة فأمدوهم وافترقوا عليهم واقتتل العلوية والعباسية فغلبهم العلوية ولحقوا ببغداد ومنعوا الخطبة يوم الجمعة وقتلوا بعض قرابة العلوية الذين بالكوفة فعهد القادر للمرتضى أن يصرف أبا الحسن علي بن أبي طالب ابن عمر عن نقابة الكوفة ويردها إلى المختار صاحب العباسية وبلغ ذلك المغربي عند قرواش بسر من رأى فشرع في ارغام القادر وبعث القادر إلى قرواش يطرده فلحق بابن مروان في ديار بكر * (وفاة مشرف الدولة وولاية أخيه جلال الدولة) * ثم توفى مشرف الدولة أبو علي بن بهاء الدولة سنة ست عشرة في ربيع لخمس سنين من ملكه وولى مكانه بالعراق أخوه أبو طاهر جلال الدولة صاحب البصرة وخطب له ببغداد واستقدم فبلغ واسط ثم عاد إلى البصرة فقطعت خطبته وخطب ببغداد في شوال لابن أخيه أبى كاليجار بن سلطان الدولة وهو بخوزستان يحارب عمه أبا الفوارس صاحب كرمان وسمع جلال الدولة بذلك فبادر إلى بغداد ومعه وزيره أبو سعد ابن ماكولا ولقيه عسكرها فردوه أقبح رد ونهبوا خزائنه فعاد إلى البصرة واستحثوا أبا كاليجار فتباطأ لشغله بحرب عمه وسار إلى كرمان لقتال عمه فملكها واعتصم عمه بالجبال ثم تراسلا واصطلحا على أن تبقى كرمان لابي الفوارس وتكون بلاد فارس لابي كاليجار * (قدوم جلال الدولة إلى بغداد) * ولما رأى الأتراك اختلال الأحوال وضعف الدولة بفتنة العامة وتسلط العرب والأكراد بحصار بغداد وطمعهم فيها وأنهم بقوا فوضى وندموا على ما كان منهم في رد جلال الدولة اجتمعوا إلى الخليفة يرغبون إليه أن يحضر جلال الدولة من البصرة ليقيم أمر الدولة فبعث إليه القاضي أبا جعفر السمناني بالعهد عليه وعلى القواد فسار جلال الدولة إلى بغداد في جمادى من سنة ثمان عشرة وركب الخليفة في الطيار لتلقيه فدخل ونزل التجيبي وأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات ومنعه الخليفة من ذلك فقطعه
(٤٤٥)