إلى بركيارق باغزا كربوقا صاحب الموصل وكاتبوه فخرج إليهم ودخلوا معه بغداد واستوزره الأغر أبو المحاسن عبد الجليل بن علي بن محمد الدهستاني وقبض على عميد الدولة ابن جهير وزير الخليفة وطالبه بأموال ديار بكر والموصل في ولايته وولاية أبيه وصادره على مائة وستين ألف دينار فحملها إليه وخلع المستظهر على السلطان بركيارق واستقر أمره * (المصاف الأول بين بركيارق ومحمد وقتل كوهر أبين والخطبة لمحمد) * ثم سار بركيارق من بغداد إلى شهر زور لقتال أخيه محمد واجتمع إليه عسكر عظيم من التركمان وكاتبه رئيس همذان بالمسير إليه فعدا عنه ولقى أخاه محمدا على فراسخ من همذان ومحمد في عشرين ألف مقاتل ومعه الأمير سرخو شحنة اصبهان وعلى ميمنته أمير آخر وابنه اياز وعلى ميسرته مؤيد الملك والنظامية ومع بركيارق في القلب وزيره أبو المحاسن وفى ميمنته كوهر أبين وصدقة بن مزيد وسرخاب بن بدر وفى ميسرته كربوقا وغيره من الأمراء فحمل كوهر أبين من ميمنة بركيارق على ميسرة محمد فانهزموا حتى نهبت خيامهم ثم حملت ميمنة محمد على ميسرة بركيارق فانهزمت وحمل محمد معهم فانهزم بركيارق ورجع كوهر أبين للمنهزمين فكبا به فرسه وقتل وافترقت عساكر بركيارق وأسر وزيره أبو المحاسن فأكرمه مؤيد الملك وأنزله وأعاده إلى بغداد ليخاطب المستظهر في إعادة الخطبة للسلطان محمد ففعل وخطب له ببغداد منتصف رجب سنة ثلاث وتسعين وابتداء أمر كوهر أبين أنه كان لامرأة بخوزستان وصار خادما للملك أبى كاليجار بن سلطان الدولة وحظي عنده وكان يستعرض حوائج تلك المرأة وأصاب أهلها منه خيرا وأرسله أبو كاليجار مع ولده أبى نصر إلى بغداد فلما قبض عليه السلطان طغرلبك مضى معه إلى محبسه بقلعة طبرك ولما مات أبو نصر سار إلى خدمة السلطان ألب أرسلان فحظي عده وأقطعه واسط وجعله شحنة بغداد وكان حاضرا معه يوم قتله يوسف الخوارزمي ووقاه بنفسه ثم بعثه ابنه ملك شاه إلى بغداد لاحضار الخلع والتقليد واستقر شحنة ببغداد إلى أن قتل ورأى ما لم يره خادم قبله من نفوذ الكلمة وكمال القدرة وخدمة الأمراء والأعيان وطاعتهم انتهى * (مصاف بركيارق مع أخيه سنجر) * ولما انهزم السلطان بركيارق من أخيه محمد لحق بالري واستدعى شيعته وأنصاره من الأمراء فلحقوا به ثم ساروا إلى اسفراين وكاتب الأمير داود حبشي بن التونطاق يستدعيه وهو صاحب خراسان وطبرستان ومنزله بالدامغان فأشار عليه باللحاق
(٤٨٣)