* (أخبار عمرو بن الليث) * كان عمرو بن الليث بعد مهلك أخيه يعقوب قد ولاه الموفق خراسان وأصبهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد كما كان أخوه وقد ذكرنا ذلك قبل وكان عامله على فارس ابن الليث فانتقض عليه سنة ثمان وستين فسار عمرو لحربه فهزمه واستباح عسكره ونهب إصطخر ثم ظفرت جيوشه بمحمد وأسره وحبسه بكرمان فأقام بها ثم بعث إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وهو بأصبهان يطلبه بالمال فبعث إليه بالأموال وبعث عمرو إلى الموفق بثلثمائة ألف دينار وبخمسين منا من المسك ومثلها من العنبر ومائتين من العود وثلثمائة ثوب من الوشى ومن آنية الذهب والفضة والدواب والغلمان قيمة مائة ألف دينار واستأذنه في غزو محمد بن عبيد الكردي رامهرمز فأذن له فبعث قائدا من جيشه إليه فأسره وجاء به إلى عمرو ثم عزل المعتمد سنة احدى وستين عمرو بن الليث عما كان قلده من الاعمال وأدخل إليه الحاج من أهلها عند منصرفهم من مكة فأعلمهم بعزله وأنه قد ولى على خراسان محمد بن طاهر وأمر بلعن عمرو على المنابر وجهز مخلد بن صاعد إلى فارس لحرب عمرو واستخلف محمد بن طاهر على خراسان رافع بن هرثمة وكتب المعتمد إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف يأمره بقتاله وبعث إليه الجيوش فاقتتلوا مع عمرو وكان في خمسة عشر ألف مقاتل فانهزم عمرو وخرج قائده الديلمي وقتل مائة من أعيانهم وأسر ثلاثة آلاف فاستأمن منهم وغنموا من عسكره ما لا يحصى ثم زحف الموفق سنة أربع وسبعين إلى فارس لحرب عمرو فأنفذ عمرو ابنه محمدا إلى أرجان في العساكر وعلى مقدمته أبو طلحة بن شركب وعباس بن إسحاق إلى سيراف واستأمن أبو طلحة إلى الموفق ففت ذلك في عضد عمرو وعاد إلى كرمان واستراب الموفق بأبي طلحة فقبض عليه قريبا هن شيراز وجعل ماله لابنه أبى العباس المعتضد وسار في طلب عمرو فخرج من كرمان إلى سجستان ومات ابنه محمد بالمفازة ورجع عنه الموفق وسار رافع بن الليث من خراسان وغلب محمد بن زيد على طبرستان كما قدمناه وقدم عليه هنالك علي بن الليث هو وابناه المعدل والليث بن حسن أخيه على بكرمان ثم قتله رافع سنة ثمان وستين * (مسير الموفق إلى اصبهان والجبل) * كان كاتب أبو تكين أنهى إلى المعتضد ان له مالا عظيما ببلاد الجل فتوجه لذلك فلم يجد شيا ثم سار إلى الكرخ ثم إلى اصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى أحمد عن البلد بعسكره وترك داره بفرشها لنزل الموفق عند قدومه ثم رجع الموفق إلى بغداد
(٣٣٤)