* (مقتل الجراح الحكمي) * قد كان تقدم لنا دخوله إلى بلاد الخزر سنة أربع ومائة وانهزامهم أمامه وانه أثخن فيهم وملك بلنجر وردها على صاحبها وأدركه الشتاء فأقام هنالك وان هشاما أقره على عمله ثم ولاه أرمينية فدخل بلاد التركمان من ناحية تفليس سنة احدى عشرة ففتح مدينتهم البيضاء وانصرف ظافرا فاجتمع الخزر والترك من ناحية اللاف وزحف إليهم الجراح سنة اثنتي عشرة ولقيهم بمرج أردبيل فاقتتلوا أشد قتال وتكاثر العدو عليه فاستشهد ومن معه وقد كان استخلف أخاه الحجاج على أرمينية ولما قتل طمع الخرز وهم التركمان وأوغلوا في البلاد حتى قاربوا الموصل وقيل كان قتله ببلنجر ولما بلغ الخبر هشاما دعا سعيد الحريشي فقال بلغني أن الجراح انهزم قال الجراح اعرف بالله من أن ينهزم ولكن قتل فابعثني على أربعين من دواب البريد وابعث إلى كل يوم أربعين رجلا مددا واكتب إلى أمراء الأجناد يواسوني ففعل وسار الحريشي فلا يمر بمدينة الا ويستنهض أهلها فيجيبه من أراد الجهاد ووصل مدينة أزور فلقيه جماعه من أصحاب الجراح فردهم معه ووصل إلى خلاط فحاصرها وفتحها وقسم غنائمها ثم سار عنها يفتح القلاع والحصون إلى بروعة فنزلها وابن خاقان يومئذ بآذربيجان يحاصر مدينة ورثان منها ويعيث في نواحيها وبعث الحريشي إلى أهل ورثان يخبرهم بوصوله فأخرج العدو عنهم ووصل إليهم الحريشي ثم اتبع العدو إلى أردبيل وجاءه بعض عيونه بان عشرة آلاف من عسكرهم على أربعة فراسخ منه ومعهم خمسة آلاف بيت من المسلمين أسارى وسبايا فبيتهم وقتلهم أجمعين ولم ينج منهم أحد واستنقذ المسلمين منهم وسار إلى باجروان فجاءه عين آخر ودله على جمع منهم فسار إليهم واستلحمهم أجمعين واستنقذ من معهم من المسلمين وكان فيهم أهل الجراح وولده فحملهم إلى باجروان ثم زحف إليهم جموع الخزر مع ابن ملكهم والتقوا بأرض زرند واشتد القتال والسبي من معسكر الكفار فبكى المسلمون رحمة لهم وصدقوا الحملة فانهزم الكفار واتبعهم المسلمون إلى نهر ارس وغنموا ما كان معهم من الأموال واستنقذوا الأسرى والسبايا وحملوهم إلى باجروان ثم تناصر الخرز في ملكهم ورجعوا فنزلوا نهر البيلقان واقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزموا فكان من غرق أكثر ممن قتل وجمع الحريشي الغنائم وعاد إلى باجروان فقسمها وكتب إلى هشام بالفتح واستقدمه وولى أخاه مسلمة على أرمينية وآذربيجان * (وقعة الشعب بين الجنيد وخاقان) * وخرج الجنيد سنة اثنتي عشرة ومائة من خراسان غازيا إلى طخارستان وبعث إليها عمارة
(٨٩)