اخرج إليهم فسكنهم فخرج وهو متحامل من الخمار فتقدم إلى الرجالة للشوكي بحالهم ورأى السيوف في أيديهم فهرب فحدث لهم الطمع فيه وفى الدولة واتبعوه فقتلوه وخادمه عجيفا ونادوا بشعار المقتدر وهرب كل من في الديار من سائر الطبقات وصلبوا نازوك وعجيفا على شاطئ دجلة ثم ساروا لي دار مؤنس يطلبون المقتدر وأغلق الخادم أبواب دار الخليفة وكانوا كلهم صنائع المقتدر وقصد أبو الهيجاء حمدان الفرات فتعلق به القاهر واستقدم به فقال له اخرج معي إلى عشيرتي أقتل دونك فوجد الأبواب مغلقة فقال له ابن حمدان قف حتى أعود إليك ونزع ثيابه ولبس بعض الخلقان وجاء إلى الباب فوجده مغلقا والناس من ورائه فرجع إلى القاهر وتمالأ بعض الخدام على قتله فقاتلهم حتى كشفهم ودخل في بعض مسارب البستان فجاؤوه فخرج إليهم فقتلوه وحملوا رأسه وانتهى الرجالة إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر فسلمه إليهم وحملوه على رقابهم إلى دار الخلافة فلما توسط الصحن المنيعي اطمأن وسأل عن أخيه القاهر وابن حمدان وكتب لهما الأمان بخطه وبعث فيهما فقيل له ان ابن حمدان قد قتل فعظم عليه وقال والله ما كان أحمد بسيف في هذه الأيام غيره وأحضر القاهر فاستدناه وقبل رأسه وقال له لا ذنب لك ولو لقبوك المقهور لكان أولى من القاهر وهو يبكى ويتطارح عليه حتى حلف له على الأمان فانبسط وسكن وطيف برأس نازوك وابن حمدان وخرج أبو نفيس هاربا من مكان استتاره إلى الموصل ثم إلى أرمينية ولحق بالقسطنطينية فتنصر وهرب أبو السرايا أخو أبى الهيجاء إلى الموصل وأعاد المقتدر أبا علي بن مقلة إلى الوزارة وأطلق للجند أرزاقهم وزادهم وبيع ما في الخزائن بأرخص الأثمان وأذن في بيع الاملاك لتتمة الأعطيات وأعاد مؤنسا إلى محله من تدبير الدولة والتعويل عليه في أموره ويقال انه كان مقاطعا للمقتدر وانه الذي دس إلى المصافية والحجرية بما فعلوه ولذلك قعد عن الحضور إلى القاهر ثم إن المقتدر حبس أخاه القاهر عند أمه فبالغت في الاحسان إليه والتوسعة عليه في النفقة والسراري * (أخبار قواد الديلم وتغلبهم على أعمال الخليفة) * قد تقدم لنا الخبر عن الديلم في غير موضع من الكتاب وخبر افتتاح بلادهم بالجبال والأمصار التي تليها مثل طبرستان وجرجان وسارية وآمد واستراباذ وخبر اسلامهم على يد الأطروش وأنه جمعهم وملك بهم بلاد طبرستان سنة احدى وثلثمائة وملك من بعده أولاده والحسن بن القاسم الداعي صهره واستعمل منهم القواد على ثغورها فكان منهم ليلى بن النعمان كانت إليه ولاية جرجان عن الحسن بن القاسم الداعي سنة ثمان ثلاثين وكانت بين بنى سامان وبين بنى الأطروش والحسن بن القاسم الداعي وقواد
(٣٨١)