من سنة ثمان وستمائة وخلع عليه {استيلاء منكلى على بلاد الجبل وأصبهان وهرب ايدغمش ثم مقتله ومقتل منكلى وولاية اغلمش} قد ذكرنا استيلاء ايدغمش من أمراء البهلوانية على بلاد الجبل همذان وأصبهان والري وما إليها فاستفحل فيها وعظم شأنه وتخطى إلى أذربيجان وأرانيه فحاصر صاحبها أزبك بن البهلوان ثم خرج سنة ثمان وستمائة منكلى من البهلوانية ونازعه الملك وأطاعه البهلوانية فاستولى على سائر تلك الأعمال وهرب شمس الدين ايدغمش إلى بغداد وأمر الناصر بتلقيه فكان يوما مشهودا وخشى منكلى من اتصاله فأوفد ابنه محمدا في جماعة من العسكر وتلقاه الناس على طبقاتهم وقد كان الناصر شرع في امداد ايدغمش فأمده وسار إلى همذان في جمادى من سنة عشر ووصل إلى بلاد ابن برجم من التركمان الأيوبية وكان الناصر عزله عن امارة قومه وولى أخاه الأصغر فبعث إلى منكلى بخبر ايدغمش فبعث العساكر بطلبه فقتلوه وافترق جمعه وبعث الناصر إلى أزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان وأرانيه يغريه به وكان مستوحشا منه وأرسل أيضا إلى جلال الدين صاحب الموت وغيرها من قلاع الإسماعيلية من بلاد العجم بمعاضدة أزبك على أن يقتسموا بلاد الجبل وجمع الخليفة العساكر من الموصل والجزيرة وبغداد وقدم على عسكر بغداد مملوكه مظفر الدين وجه السبع واستقدم مظفر الدين كوكبرى بن زين الدين كوچك وهو على إربل وشهر زور وأعمالها وجعله مقدم العساكر جميعا وساروا إلى همذان فهرب منكلى إلى جبل قريب الكرج وأقاموا عليه يحاصرونه ونزل منكلى في بعض الأيام فقاتل أزبك وهزمه إلى مخيمه ثم جاء من الغد وقد طمع فيهم فاشتدوا في قتاله وهزموه فهرب عن البلاد أجمع وافترقت عساكره واستولت العساكر على البلاد وأخذ جلال الدين ملك الإسماعيلية منها ما عينته القسمة وولى أزبك بن البهلوان على بقية البلاد اغلمش مملوك أخيه وعادت العساكر إلى بلادها ومضى منكلى منهزما إلى مدينة ساوة فقبض عليه الشحنة بها وقتله وبعث أزبك برأسه إلى بغداد وذلك في جمادى سنة ثنتي عشرة * (ولاية حافد الناصر على خوزستان) * كان للناصر ولد صغير اسمه على وكنيته أبو الحسن قد رشحه لولاية العهد وعزل عنها ابنه الأكبر وكان هذا أحب ولده إليه فمات في ذي القعدة سنة عشر فتفجع له وحزن عليه حزنا لم بسمع بمثله وشمل الأسف عليه الخاص والعام وكان ترك ولدين لقبهما المؤيد
(٥٣٣)