ابن سليم فأنزله وأجلسه على وسادة وأطاف بحجرة أبى جعفر عشرة آلاف من أهل خراسان ثم أذن لابن هبيرة فدخل على المنصور وحادثه وخرج عنه ومكث يأتيه يوما ويغبه يوما ثم أغرى أبا جعفر أصحابه بأنه يأتي في خمسمائة فارس وثلثمائة راجل فيهتز له العسكر فأمر أبو جعفر أن يأتي في حاشيته فقط فكان يأتي في ثلاثين ثم آخرا في ثلاثة ثم ألح السفاح على أبي جعفر في قتله وهو يراجعه للأمان الذي كتب له حتى كتب إليه السفاح والله لتقتلنه أو لأبعثن من يخرجه من حجرتك فيقتله فبعث أبو جعفر إلى وجوه القيسية والمضرية وقد أعد لهم ابن نهيك في مائة من الخراسانية في بعض حجره وجاء القوم في اثنين وعشرين رجلا يقدمهم محمد بن نباتة وجويرة بن سهبل فدعاهم سلام الحاجب رجلين رجلين وعثمان بن نهيك يقيدهما إلى أن استكملهم وبعث أبو جعفر لحازم بن خزيمة والهيثم بن شعبة في مائة إلى ابن هبيرة فقالوا نريد حمل المال فدلهم حاجبه على الخزائن فأقاموا عندها الرجال وأقبلوا نحوه فقام حاجبه في وجوههم فضربه الهيثم فصرعه وقاتل ابنه داود فقتل في جماعة من مواليه ثم قتل ابن هبيرة آخرا وحملت رؤسهم إلى أبي جعفر ونادى بالأمان للناس الا الحكم بن عبد الملك أبى بشر وخالد بن مسلمة المخزومي وعمر بن در فهرب الحكم وأمن أبو جعفر خالدا فلم يجز السفاح أمانه وقتله واستأمن زياد بن عبيد الله لابن در فأمنه * (مقتل أبى مسلمة بن الخلال وسليمان بن كثير) * قد تقدم لنا ما كان من أبى مسلمة الخلال في أمر أبى العباس السفاح واتهام الشيعة في أمره وتغير السفاح عليه وهو بعكوة أعين ظاهر الكوفة ثم تحول إلى مدينة الهاشمية ونزل قصرها وهو يتنكر لابي مسلمة وكتب إلى أبي مسلم ببغيته وبرأيه فيه فكتب إليه أبو مسلم بقتله وقال له داود بن علي لا تفعل فيحتج بها أبو مسلم عليك والذين معك أصحابه وهم له أطوع ولكن اكتب إليه يبعث من يقتله ففعل وبعث أبو مسلم مرار بن أنس الضبي فقتله فلما قدم نادى السفاح بالرضا عن أبي مسلمة ودعا به وخلع عليه ثم دخل عنده ليلة أخرى فسهر عامة ليله ثم انصرف إلى منزله فاعترضه مرار بن أنس وأصحابه فقتلوه وقالوا قتله الخوارج وصلى عليه من الغد يحيى أخو السفاح وكان يسمى وزير آل محمد وأبو مسلم أمير آل محمد وبلغ الخبر إلى أبي مسلم وسرح سليمان بن كثير بالنكير لذلك فقتله أبو؟؟ وبعث على فارس محمد بن الأشعث وأمره أن يقتل ابن أبي مسلمة ففعل * (عمال السفاح) * ولما استقام الامر للسفاح ولى على الكوفة والسواد عمه داود بن علي ثم عزله وولاه
(١٧٦)