* (فتنة صمصام الدولة) * لما تغلب صمصام الدولة على بلاد فارس وجاء أبو على شرف الدولة إلى عمه بهاء الدولة فقتله كما ذكرنا سار بهاء الدولة من بغداد إلى خوزستان سنة ثمانين وثلثمائة قاصدا بلاد فارس واستخلف أبا نصر خواشاذه على بغداد ولما بلغ خوزستان أتاه نعى أخيه أبى طاهر فجلس للعزاء به ثم سار إلى أرجان فملكها وأخذ ما فيها من الأموال وكان ألف ألف دينار وثمانية آلاف درهم وكثيرا من الثياب والجواهر وثغب الجند لذلك فأطلق تلك الأموال كلها لهم ثم سارت مقدمته وعليها أبو العلاء بن الفضل إلى النوبندجان وبها عسكر صمصام الدولة فانهزموا وثبت أبو العلاء بن الفضل في نواحي فارس ثم بعث صمصام الدولة عسكره وعليهم قولاد بن مابدان فهزموا أبا العلاء وعاد إلى ارجان وجاءه صمصام الدولة من شيراز إلى قولاد ثم وقع الصلح على أن يكون لصمصام الدولة بلاد فارس وارجان ولبهاء الدولة خوزستان وما وراءها من ملك العراق وأن يكون لكل واحد منهما اقطاع في بلد صاحبه وتعاقدا على ذلك ورجع بهاء الدولة إلى بغداد فوجد الفتنة بين أهل السنة والشيعة بجانب بغداد وقد كثر القتل والنهب والتخريب فأصلح ذلك وكان قبل سيره إلى خوزستان قبض على وزيره أبى منصور بن صالحان واستوزر أبا نصر سابور بن أردشير وكان الحكم والتدبير في دولته لابي الحسين ابن المعلم * (خلع الطائع وبيعة القادر) * ثم إن بهاء الدولة قلت عنده الأموال وكثر شغب الجند ومطالباتهم وقبض على وزيره سابور فلم يغن عنه وامتدت عيناه إلى أموال الطائع وهم بالقبض عليه وحسن له ذلك أبو الحسين ابن المعلم الغالب على هواه فتقدم إلى الطائع بالجيوش لحضوره في خدمته فجلس وجلس بهاء الدولة على كرسي ثم جاء بعض الديلم يقبل يد الطائع فجذبه عن سريره وأخرجه ونهب قصور الخلافة وفشا النهب في الناس وحمل الطائع إلى دار بهاء الدولة فأشهد عليه بالخلع سنة احدى وثمانين لسبع عشرة سنة وثمانية أشهر من خلافته وأرسل بهاء الدولة خواص أصحابه إلى البطيحة ليحضروا القادر بالله أبا العباس أحمد ابن إسحاق بن المقتدر ليبايعوه فجاؤوا به بعد أن بايع مهذب الدولة صاحب البطيحة في خدمته وسار بهاء الدولة وأعيان الناس لتلقيه فتلقوه برحيل ودخل دار الخلافة لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان وخطب له صبيحتها وكانت مدة اقامته بالبطيحة ثلاث سنين غير شهر ولم يخطب له بخراسان وأقاموا على بيعة الطائع فأنزله بحجرة من قصره ووكل عليه من يقوم بخدمته على أتم الوجوه وأجرى أحواله على ما كان عليه
(٤٣٦)