ولقيه فلم يثبت ومضى منهزما واستباح السلطان عسكره قتلا وأسرا وأجلت الواقعة عنه قتيلا فحزن له السلطان ودفنه ثم سار إلى بلاد الروم معتزما على الجهاد ومر بآذربيجان ولقيه طغرتكين من أمراء التركمان في عشيرة وكان ممارسا للجهاد فحثه على قصده وسلك دليلا بين يديه فوصل إلى نجران على نهر ارس وأمر بعمل السفن لعبوره وبعث عساكر لقتال خوى وسلماس من حصون آذربيجان وسار هو في العساكر فدخل بلاد الكرخ وفتح قلاعها واحدة بعد واحدة كما نذكر في أخبارهم ودوخ بلادهم وأحرق مدنهم وحصونهم وسار إلى مدينة أي من بلاد الديلم فافتتحها وأثخن فيها وبعث بالبشائر إلى بغداد وصالحه ملك الكرخ على الجزية ورجع إلى اصبهان ثم سار منها إلى كرمان فأطاعه أخوه قاروت بن داود جعفر بك ثم سار إلى مرو وأصهر إليه خاقان ملك ما وراء النهر بابنته لابنه ملكشاه وصاحب غزنة بابنته لابنه الآخر انتهى * (العهد بالسلطنة لملكشاه بن ألب أرسلان) * وفى سنة ثمان وخمسين عهد ألب أرسلان بالسلطنة لابنه ملكشاه واستخلف له الأمراء وخلع عليهم وأمر بالخطبة له في سائر أعماله وأقطع بلخ لأخيه سليمان وخوارزم لأخيه ازعزا ومرو لابنه أرسلان شاه وصغانيان وطخارستان لأخيه البأس ومازندران للأمير ابنايخ وبيغوا وجعل ولاية نقشوان ونواحيها لمسعود بن ازناس وكان وزيره نظام الملك قد ابتدأ سنة سبع وخمسين بناء المدرسة النظامية ببغداد وتمت عمارتها في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وعين للتدريس بها الشيخ اسحق الشيرازي واجتمع الناس لحضور درسه وتخلف لأنه سمع أن في مكانها غصبا وبقي الناس في انتظاره حتى يئسوا منه فقال الشيخ أبو منصور لا ينفصل هذا الجمع إلا عن تدريس وكان أبو منصور الصباغ حاضرا فدرس وأقام مدرسا عشرين يوما حتى سمع أبو اسحق الشيرازي بالتدريس فاستقر بها * (وزراء الخليفة) * كان فخر الدولة ابن جهير وزير القائم كما ذكرناه ثم عزله سنة ستين وأربعمائة فلحق بنور الدولة دبيس بن مزيد بالفلوجة وبعث القائم عن أبي يعلى والد الوزير أبى شجاع وكان يكتب لهزار شب بن عوض صاحب الأهواز فاستقدمه ليوليه الوزارة فقدم ومات في طريقه ونفع دبيس بن مزيد في فخر الدولة بن جهير فأعيد إلى وزارته سنة احدى وستين في صفر * (الخطبة بمكة) *
(٤٦٩)