منابرها ولقب ركن الدين وحمل الوزير عميد الدولة بن جهير إليه الخلع فلبسها وتوفى المقتدى وهو مقيم ببغداد * (وفاة المقتدى ونصب المستظهر للخلافة) * ثم توفى المقتدى بأمر الله أبو القاسم عبد الله بن الذخيرة محمد بن القائم بأمر الله في منتصف محرم سنة سبع وثمانين وكان موته فجأة أحضر عنده تقليد السلطان بركيارق ليعلم عليه فقرأه ووضعه ثم قدم إليه طعام فأكل منه ثم غشى عليه فمات وحضر الوزير فجهزوا جنازته وصلى عليه ابنه أبو العباس أحمد ودفن وذلك لتسع عشرة سنة وثمانية أشهر من خلافته وكانت له قوة وهمة لولا أنه كان مغلبا وعظمت عمارة بغداد في أيامه وأظن ذلك لاستفحال دولة بنى طغرلبك ولما توفى المقتدى وحضر الوزير أحضر ابنه أبا العباس أحمد الحاشية فبايعوه ولقبوه المستظهر وركب الوزير إلى بركيارق وأخذ بيعته للمستظهر ثم حضر بركيارق لثالثة من وفاته ومعه وزيره عز الملك بن نظام الملك وأخوه بهاء الملك وأمر السلطان بأرباب المناصب فجمعوا وحضر النقيبان طراد العباسي والمعمر العلوي وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني والغزالي والشاشي وغيرهم فحبسوا في العراء وبايعوا * (أخبار تتش وانتقاضه وحروبه ومقتله) * قد ذكرنا فيما تقدم أن تتش ابن السلطان ألب أرسلان استقل بملك دمشق وأعمالها وانه وفد على السلطان ملك شاه ببغداد قبل موته وانصرف وبلغه خبر وفاته بهيت فملكها وسار إلى دمشق فجمع العساكر وزحف إلى حلب فأطاعه صاحبها قسيم الدولة اقسنقر وسار معه وكتب إلى ناعيسان صاحب أنطاكية والى برار صاحب الرها وحران يشير عليهما بطاعة تتش حتى يصلح حال أولاد ملك شاه فقبلوا منه وخطبوا له في بلادهم وساروا معه فحضر الرحبة وملكها في المحرم سنة ست وثمانين وخطب فيها لنفسه ثم فتح نصيبين عنوة وعاث فيها وسلمها لمحمد بن مشرف الدولة وسار يريد الموصل ولقيه الكافي فخر الدولة بن جهير وكان في جزيرة ابن عمر فاستوزره وبعث إلى إبراهيم بن مشرف الدولة مسلم بن قريش وهو يومئذ ملك الموصل يأمره بالخطبة له وتسهيل طريقه إلى بغداد فأبى من ذلك وزحف إليه تتش وهو في عشرة آلاف واقسنقر على ميمنته وتوزران على ميسرته وإبراهيم في ستين ألفا والتقوا فانهزم إبراهيم وأخذ أسيرا وقتل جماعة من أمراء العرب صبرا وملك تاج الدولة تتش الموصل وولى عليها على ابن مشرف الدولة وأمر صفية عمة تتش وبعث إلى بغداد يطلب مساعدة كوهر أبين
(٤٨٠)