يبعثه خاتنا واستقدم الجراح وقال احمل معك أبا مخلد واستخلف على حرب خراسان عبد الرحمن بن نعيم القشيري ولما قدم على عمر قال متى خرجت قال في شهر رمضان قال صدق من وصفك بالجفاء ألا أقمت حتى تفطر ثم تسافر ثم سأل عمر أبا مخلد عن عبد الرحمن بن عبد الله فقال يكافئ الاكفاء ويعادي الأعداء ويقدم ان وجد ما يساعده قال فعبد الرحمن بن نعيم قال يحب العافية وتأتيه قال هو أحب إلى فولاه الصلاة والحرب وولى عبد الرحمن القشيري الخراج فلم يزل عبد الرحمن بن نعيم على خراسان حتى قتل يزيد بن المهلب وولى مسلمة فكانت ولايته أكثر من سنة ونصف وظهر من أيام الجراح بخراسان دعاة بنى العباس فيمن بعثه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس إلى الآفاق حسبما يذكر في أخبار الدولة العباسية * (وفاة عمر بن عبد العزيز وبيعة يزيد) * ثم توفى عمر بن عبد العزيز في رجب سنة احدى ومائة بدير سمعان و دفن بها لسنتين وخمسة أشهر من ولايته ولأربعين من عمره وكان يدعى أشج بنى أمية رمحته دابة وهو غلام فشجته ولما مات ولى بعده يزيد بن عبد الملك بعهد سليمان كما تقدم وقيل لعمر حين احتضر اكتب إلى يزيد فأوصه بالأمة فقال بماذا أوصيه انه من بنى عبد الملك ثم كتب أما بعد فاتق يا يزيد الصرعة بعد الغفلة حين لا تقال العثرة ولا تقدر على الرجعة انك تترك ما أترك لمن لا يحمدك وتصير إلى من لا يعذرك والسلام ولما ولى يزيد عزل أبا بكر بن محمد بن عمر بن حزم عن المدينة وولى عليها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري وغير كل ما صنعه عمر بن عبد العزيز وكان من ذلك شأن خراج اليمن فان محمدا أخا الحجاج جعل عليهم خراجا مجددا وأزال ذلك عمر إلى العشر أو نصف العشر وقال لان يأتيني من اليمن حبة ذرة أحب إلى من تقرير هذه الوظيفة فلما ولى يزيد أعادها وقال لعامله خذها منهم ولو صاروا حرضا وهلك عمه محمد بن مروان فولى مكانه على الجزيرة وأذربيجان وأرمينية عمه الآخر مسلمة بن عبد الملك * (اختيال يزيد بن المهلب ومقتله) * قد تقدم لنا حبس يزيد بن المهلب فلم يزل محبوسا حتى اشتد مرض عمر بن عبد العزيز فعمل في الهرب مخافة يزيد بن عبد الملك لان زوجته بنت أخي الحجاج وكان سليمان أمر ابن المهلب بعذاب قرابة الحجاج كلهم فنقلهم من البلقاء وفيهم زوجة يزيد وعذبها وجاء يزيد بن عبد الملك إلى منزله شافعا فلم يشفعه فضمن حمل ما قرر عليها فلم يقبل فتهدده فقال له ابن المهلب لئن وليت أنت لأرمينك بمائة ألف سيف فحمل يزيد بن عبد الملك عنها مائة ألف دينار ولما اشتد مرض عمر خاف من ذلك وأرسل إلى مواليه أن يغدوا
(٧٦)