إلى الإسكندرية عجزا عن مدافعته واستولى الخليجي على مصر وبعث المكتفى بالجنود مع فاتك مولى المعتضد وأحمد بن كيغلغ وبدر الحمامي من قواد بنى طولون فوصلوا سنة ثلاث وتسعين وتقدم أحمد بن كيغلغ وجماعة من القواد فلقيهم قرب العريش فهزمهم وقوى الامر وبلغ الخبر إلى المكتفى فعسكر ظاهر بغداد وانتهى مده إلى تكريت فلقيه كتاب فاتك في شعبان يذكر أنهم هزموا الخليجي بعد حروب متصلة وغنموا عسكره ثم هرب واختفى بفسطاط مصر وجاء من دل عليه فأمر المكتفى بحمله ومن معه إلى بغداد فبعثوا بهم وحبسوا * (ابتداء دولة بنى حمدان) * وفى سنة ثنتين وتسعين عقد المكتفى على الموصل وأعمالها لابي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون العدوي الثعلبي فقدمها أول المحرم وجاء الصريخ من نينوى بان الأكراد الهدبانية ومقدمهم محمد بن سلال قد أغاروا على البلاد وعاتوا فخرج في العساكر وعبر الجسر إلى الجانب الشرقي ولقيهم على الحارد فقاتلهم وقتل من قواد سليمان الحمداني ورجع عنهم وبعث إلى الخليفة يستمده فأبطأ عليه المدد إلى ربيع من سنة أربع فلما جاءه المدد سار إلى الهدبانية وهم مجتمعون في خمسة آلاف بيت فارتحلوا امامه واعتصموا بجبل السلق المشرف على الزاب فحاصرهم وعرفوا حقه فخذله أميرهم محمد بن سلال بالمراسلة في الطاعة والرهن وحث أصحابه خلال ذلك في المسير إلى آذربيجان واتبعهم أبو الهيجاء فلحقهم صاعدا إلى جبل القنديل فنال منهم وامتنعوا بذروته ورجع أبو الهيجاء عنهم فلحقوا بآذربيجان ووفد أبو الهيجاء على المكتفى فأنجده بالعسكر وعاد إلى الموصل ثم سار إلى الأكراد بجبل السلق فدخله وحاصرهم بقنته وطال حصارهم واشتد البرد وعدمت الأقوات وطلب محمد بن سلال النجاة بأهله وولده فنجا واستولى ابن حمدان على أموالهم وأهليهم وأمنهم ثم استأمن محمد بن سلال فأمنه وحضر عنده وأقام بالموصل وتتابع الأكراد الحميدية مستأمنين واستقام أمر أبى الهيجاء بالموصل ثم انتقض سنة احدى وثلثمائة فبعث إليه المقتدر مؤنسا الخادم فجاء بنفسه مستأمنا ورجع به إلى بغداد فقبله المقتدر وأكرمه وبقي ببغداد إلى أن انتقض أخوه الحسين بديار ربيعة سنة ثلاث وثلثمائة وسارت العساكر فجاؤوا به أسير فحبس المقتدر عند ذلك أبا الهيجاء وأولاده وجمع اخوته بداره ثم أطلقهم سنة خمس وثلثمائة * (أخبار ابن الليث بفارس) * قد تقدم لنا استقلال طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث ببلاد فارس وان المكتفى عقد له
(٣٥٦)