ووثبوا بالحرث بن سيما فقتلوه واستولى ابن واصل على فارس سنة ست وخمسين وقام بدعوة المعتمد وبعث عليها المعتمد الحسن بن الفياض فسار إليه يعقوب بن الليث سنة سبع وخمسين وبلغ ذلك المعتمد فكتب إليه بالنكير وبعث إليه الموفق بولاية بلخ وطخارستان فملكهما وقبض على رتبيل وبعث إلى المعتمد برسله وهداياه ثم رجع إلى بسبت واعتزم على العود إلى سجستان فعجل بعض قواده الرحيل قبله فغضب وأقام سنة ثم رجع إلى سجستان {استيلاء الصفار على خراسان وانقراض أمر بنى طاهر منها ثم استيلاؤه على طبرستان} ثم جاء إلى هراة وحاصر مدينة حتى ملكها ثم سار إلى بوشنج وقبض على الحسين بن علي بن طاهر بن الحسين وبعث إليه محمد بن طاهر بن عبد الله شافعا فيه فأبى من اطلاقه ثم ولى على هراة وبوشنج وباذغيس ورجع إلى سجستان وكان بها عبد الله السخري ينازعه فلما قوى عليه يعقوب فر منه إلى خراسان وحاصر محمد بن طاهر في نيسابور ورجع إليه الفقهاء فأصلحوا بينه وبين محمد وولاه الطبسين وقهستان وأرسل يعقوب في طلبه فأجاره محمد فسار يعقوب إليه بنيسابور فلم يطق لقاءه ونزل يعقوب بظاهرها فبعث محمد بعمومته وأهل بيته فتلقوه ثم خرج إليه فوبخه على التفريط في عمله وقبض عليه وعلى أهل بيته ودخل نيسابور واستعمل عليها وأرسل إلى الخليفة بأن أهل خراسان استدعوه لتفريط ابن طاهر في أمره وغلبه العلوي على طبرستان فبعث إليه المعتمد بالنكير والاقتصار على ما بيده والا سلك به سبيل المخالفين وذلك سنة تسع وخمسين وقيل في ملكه نيسابور غير ذلك وهو ان محمد بن طاهر أصاب دولته العجز والادبار فكاتب بعض قرابته يعقوب بن الصفار واستدعوه فكتب يعقوب إلى محمد بن طاهر بمجيئه إلى ناحية موريا بقصد الحسن بن زيد في طبرستان وان المعتمد أمره بذلك وانه لا يعرض شيئا من أعمال خراسان وبعث بعض قواده عينا عليه يمنعه من البراح عن نيسابور وجاء بعده وقدم أخاه عمرا إلى محمد بن طاهر فقبض عليه وعنفه على الاعمال والعجز وقبض على جميع أهل بيته نحو من مائة وستين رجلا وحملهم جميعا إلى سجستان واستولى على خراسان ووثب نوابه في سائر أعمالها وذلك لاحدى عشرة سنة وشهرين من ولاية محمد ولما قبض يعقوب على ابن طاهر واستولى على خراسان هرب منازعه عبد الله السخري إلى الحسن بن زيد صاحب طبرستان فبعث إليه فيه فأجاره وسار إلى يعقوب سنة ستين وحاربه فانهزم الحسن إلى أرض الديلم وملك يعقوب سارية وامل ومضى في اثر الحسين من عسكره نحو من أربعين ألفا من
(٣٠٩)