فلما مات يزيد وانصرفت العساكر كشفوا عن رأي ابن الزبير فيهم وجاؤوه يرمون من عثمان ويتبرؤون منه فصرح بمخالفتهم وقال بعد خطبة طويلة أثنى فيها على الشيخين وعلى وعثمان واعتذر عنه فيما يزعمون وقال أشهدكم ومن حضرني أنى ولى لابن عفان وعدو لأعدائه قالوا فبرئ الله منك قال بل برئ الله منكم فافترقوا عنه وأقبل نافع ابن الأزرق الحنظلي وعبد الله بن صفار السعدي وعبد الله بن أباض وحنظلة بن بيهس وبنو الماخور عبد الله وعبيد الله والزبير من بنى سليط بن يربوع وكلهم من تميم حتى أتوا البصرة وانطلق أبو طالوت عن بنى بكر بن وائل وأبو فديك عبد الله ابن نور بن قيس بن ثعلبة وعطية بن الأسود اليشكري إلى اليمامة فوثبوا بها مع أبي طالوت ثم تركوه ومالوا عنه إلى نجدة بن عامر الحنفي ومن هنا افترقت الخوارج على أربع فرق الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي وكان رأيه البراءة من سائرة المسلمين وتكفيرهم والاستعراض وقتل الأطفال واستحلال الأمانة لأنه يراهم كفارا والفرقة الثانية النجدية وهم بخلاف الأزارقة في ذلك كله والفرقة الثالثة الإباضية أصحاب عبد الله بن إباض المري وهم يرون أن المسلمين كلهم يحكم لهم بحكم المنافقين فلا ينتهون إلى الرأي الأول ولا يقفون عند الثاني ولا يحرمون مناكحة المسلمين ولا موارثتهم ولا المنافقين فيهم وهم عندهم كالمنافقين وقول هؤلاء أقرب إلى السنة ومن هؤلاء البيهسية أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر الضبعي والفرقة الرابعة الصفرية وهم موافقون للإباضية الا في العقدة فان الإباضية أشد على العقدة منهم وربما اختلفت هذه الآراء من يعد ذلك واختلف في تسمية الصفرية فقيل نسبوا إلى ابن صفار وقيل اصفروا بما نهكتهم العبادة وكانت الخوارج من قبل هذا الافتراق على رأى واحد لا يختلفون الا في الشاذ من الفروع وفى أصل اختلافهم هذا مكاتبات بين نافع بن الأزرق وأبى بيهس وعبد الله بن إباض ذكرها المبرد في كتاب الكامل فلينظر هناك (ولما جاء نافع) إلى نواحي البصرة سنة أربع وستين فأقام بالأهواز يعترض الناس وكان على البصرة عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب فسرح إليه مسلم عبس بن كويز بن ربيعة من أهل البصرة بإشارة الأحنف بن قيس فدافعه عن نواحي البصرة وقاتله بالأهواز وعلى ميمنة مسلم الحجاج بن باب الحميري وعلى ميسرته حارثة ابن بدر العدابى وعلى ميمنة ابن الأزرق عبيدة بن هلال وعلى ميسرته الزبير بن الماخور التميمي فقتل مسلم ثم قتل نافع وأمر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب والخوارج عبد الله بن الماخور ثم قتل الحجاج وعبد الله فأمر أهل البصرة ربيعة بن الاخدم والخوارج عبيد الله بن الماخور ثم اقتتلوا حتى أمسوا وجاء إلى الخوارج مدد
(١٤٥)