من ذلك وقاتل قتالا شديدا وقصد ابن الأشتر قلب العسكر وسواده الأعظم فاقتتلوا أشد قتال حتى كانت أصوات الضرب بالحديد كأصوات القصارين وإبراهيم يقول لصاحب رايته انغمس برايتك فيهم ثم حملوا حملة رجل واحد فانهزم أصحاب ابن زياد وقال ابن الأشتر انى قتلت رجلا تحت راية منفردة شممت مه رائحة المسك وضربته بسيفي فقصمته نصفين فالتمسوه فإذا هو ابن زياد فأخذت رأسه وأحرقت جثته وحمل شريك بن جدير الثعلبي على الحصين بن نمير فاعتقله وجاء أصحابه فقتلوا الحصين ويقال ان الذي قتل ابن زياد هو ابن جدير هذا وقتل شرحبيل بن ذي الكلاع وادعى قتله سفيان بن يزيد الأزدي وورقاء بن عازب الأزدي وعبيد الله بن زهير السلمي واتبع أصحاب ابن الأشتر المنهزمين فغرق في النهر أكثر ممن قتل وغنموا جميع ما في العسكر وطرأ ابن الأشتر بالبشارة إلى المختار فأتته بالمدائن وأنفذ ابن الأشتر عماله إلى البلاد فبعث أخاه عبد الرحمن على نصيبين وغلب على سنجار ودارا وما والاهما من أرض الجزيرة وولى زفر بن الحرث قيس وحاتم بن النعمان الباهلي حران والرهاء وشمشاط وعمير بن الحباب السلمي كفر نوبى وطور عبدين وأقام بالموصل وأنفذ رؤس عبيد الله وقواده إلى المختار * (مسير مصعب إلى المختار وقتله إياه) * كان ابن الزبير في أول سنة سبع وستين أو آخر ست عزل الحرث بن ربيعة وهو القباع وولى مكانه أخاه مصعبا فقدم البصرة وصعد المنبر وجاء الحرث فأجلسه مصعب تحته بدرجة ثم خطب وقرأ الآيات من أول القصص ونزل ولحق به أشراف الكوفة حتى قربوا من المختار ودخل عليه شيث بن ربعي وهو ينادى واغوثاه ثم قدم محمد ابن الأشعث بعده واستوثقوه إلى المسير وبعث إلى المهلب بن أبي صفرة وهو عامله على فارس ليحضر معه قتال المختار فأبطأ وأغفل فأرسل إليه محمد بن الأشعث بكتابه فقال المهلب ما وجد مصعب بريدا غيرك فقال ما أنا ببريد ولكن غلبنا عبيدنا على أبنائنا وحرمنا فأقبل معه المهلب بالجموع والأموال وعسكر مصعب عند الجسر فأرسل عبد الرحمن بن مختف إلى الكوفة سرا ليثبط الناس عن المختار ويدعو إلى ابن الزبير وسار على التعبية وبعث في مقدمته عباد بن الحصين الحبطي التميمي وعلى ميمنته عمر ابن عبيد الله بن معمر وعلى ميسرته المهلب وبلغ الخير المختار فقام في أصحابه وقربهم إلى الخروج مع ابن شميط وعسكر محمد في أعفر وبعث رؤس الأرباع الذين كانوا مع ابن الأشتر مع ابن شميط وأصحابه فثبتوا وحمل المهلب من الميسرة على ابن كامل فثبت ثم كر المهلب وحمل حملة منكرة وصبر ابن كامل قليلا وانهزموا وحمل الناس
(٢٩)