* (عزل أبى الفضل ووزارة ابن بقية) * لما ولى أبو الفضل وزارة بختيار كثر ظلمه وعسفه وكان محمد بن بقية من حاشية بختيار وكان يتولى له المطبخ فلما كثر شغب الناس من أبى الفضل عزله بختيار سنة ثنتين وستين وولى مكانه محمد بن بقية فانتشر الظلم أكثر وخربت النواحي وظهرت العيارون ووقعت الفتن بين الأتراك وبختيار فأصلح ابن بقية بينهم وركب سبكتكين بالأتراك إلى بختيار ثم أفسد بينهم وتحرك الديلم على سبكتكين وأصحابه فأرضاهم بختيار بالمال ورجعوا عن ذلك كان ناصر الدولة بن حمدان قد قبض عليه ابنه أبو ثعلب وحبسه سنة ست وخمسين وطمع في المسير إلى بغداد وجاء أخوه حمدان وإبراهيم فازعين إلى بختيار ومستنجدين به فشغل عنهما بما كان فيه من شأن البطيحة وعمان حتى إذا قضى وطره من ذلك وعزل أبا الفضل الوزير واستوزر ابن بقية حمله على ذلك وأغراه به فسار إلى الموصل ونزلها في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ولحق أبو ثعلب بسنجار بأصحابه وكتابه ودواوينه ثم سار إلى بغداد وبعث بختيار في أثره الوزير ابن بقية وسبكتكين فدخل ابن بقية بغداد وأقام سبكتكين يحاربه في ظاهرها ووقعت الفتنة داخل بغداد في الجانب الغربي بين أهل السنة والشيعة واتفق سبكتكين وأبو ثعلب على أن يقبضا على الخليفة والوزير وأهل بختيار ويعود سبكتكين إلى بغداد مستوليا وأبو ثعلب إلى الموصل ثم اقصر سبكتكين عن ذلك وتوقف وجاءه الوزير ابن بقية وأرسلوا إلى أبي ثعلب في الصلح وأن يضمن البلاد ويرد على أخيه حمدان أقطاعه وأملاكه الا ماردين وعاد أبو ثعلب إلى الموصل ورحل بختيار وسار سبكتكين للقائه واجتمع بختيار وأبو ثعلب على الموصل وطلب أبو ثعلب زوجته ابنة بختيار وأن يحط عنه من الضمان ويلقب لقبا سلطانيا فأجيب إلى ذلك خشية منه ورحل بختيار إلى بغداد وسر أهل الموصل برحيله لما نالهم منه وبلغه في طريقه ان أبا ثعلب قتل قوما من أصحابه وكانوا استأمنوا لبختيار وزحفوا النقل أهلهم وأموالهم فاشتد ذلك عليه وكتب إلى الوزير أبى طاهر بن بقية والحاجب ابن سبكتكين يستقدمهما في العساكر فجاؤوا وعادوا إلى الموصل وعزم على طلبه حيث سار فأرسل أبو ثعلب في الصلح وجاء الشريف أبو أحمد الموسوي والد الشريف الرضى وحلف على العلم في قتل أولئك المستأمنة وعاد الصلح والاتفاق كما كان ورجع بختيار إلى بغداد وبعث ابنته إلى زوجها أبى ثعلب * (الفتنة بين بختيار وسبكتكين والأتراك) *
(٤٢٧)