يوسف بولاية العراق وأن يأخذ ابن النصرانية يعنى خالدا وعماله فيعذبهم فأخذ الأولاد وسار من يومه واستخلف على اليمن ابنه الصلت وقدم في جمادى الأخيرة سنة عشرين ومائة فنزل النجف وأرسل مولى كيسان فجاء بطارق ولقيه بالحيرة فضربه ضربا مبرحا ودخل الكوفة وبعث عثمان عطاء بن مقدم إلى خالد بالحمة فقدم عليه وحبسه وصالحه عنه ابان بن الوليد وأصحابه على سبعة آلاف ألف وقبل أخذ منه مائة ألف وكانت ولايته العراق خمس عشرة سنة ولما ولى يوسف نزلت الذلة بالعراق في العرب وصار الحكم فيه إلى أهل الذمة * (ولاية نصر بن سيار خراسان وغزوه وصلح الصغد) * ولما مات أسد بن عبد الله ولى هشام على خراسان نصر بن سيار وبعث إليه عهده على عبد الكريم بن سليط الحنفي وقد كان جعفر بن حنظلة لما استخلفه أسد عند موته عرض على نصر أن يوليه بخارى فقال له البحتري بن مجاهد مولى بنى شيبان لا تقبل فإنك شيخ مضر بخراسان وكان عهدك قد جاء على خراسان كلها فكان كذلك ولما ولى نصر استعمل على بلخ مسلم بن عبد الرحمن وعلى مرو الروذ وشاح بن بكير بن وشاح وعلى هراة الحرث بن عبد الله بن الحشرج وعلى نيسابور زياد بن عبد الرحمن القسري وعلى خوارزم أبا حفص علي بن حقنة وعلى الصغد قطن بن قتيبة وبقي أربع سنين لا يستعمل في خراسان الا مضريا فعمرت عمارة لم تعمر مثلها وأحسن الولاية والجباية وكان وصول العهد إليه بالولاية في رجب سنة عشرين فغزا غزوات أولها إلى ما وراء النهر من نحو باب الحديد وسار إليها من بلخ ورجع إلى مرو فوضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة وجعلها على من كان يخفف عنه منهم وانتهى عددهم ثلاثين ألفا من الصنفين وضعت عن هؤلاء وجعلت على هؤلاء ثم غزا الثانية إلى سمرقند ثم الثالثة إلى الشاش سار إليها من مرو ومعه ملك بخارى وأهل سمرقند وكش ونسف في عشرين ألفا وجاء إلى نهر الشاش فحال بينه وبين عبوره كور صول عسكر نصر في ليلة ظلماء ونادى نصر لا يخرج أحد وخرج عاصم بن عمير في جند سمرقند فجاولته خيل الترك ليلا وفيهم كور صول فأسره عاصم وجاء به إلى نصر فقتله وصلبه على شاطئ النهر فحزنت الترك لقتله وأحرقوا أبنيته وقطعوا آذانهم وشعورهم وأذناب خيولهم وأمر نصر باحراق عظامه لئلا يحملوها بعد رجوعه ثم سار إلى فرغانة فسبى منها ألف رأس وكتب إليه يوسف بن عمران ليسير إلى الحرث بن شريح في الشاش ويخرب بلادهم ويسبيهم فسار لذلك وجعل على مقدمته يحيى بن حصين وجاء بهم إلى الحرث وقاتلهم وقتل عظيما من عظماء الترك وانهزموا وجاء ملك الشاش في الصلح والهدنة والرهن واشترط نصر
(٩٧)