لسكوتهم وفى سنة اثنتي عشرة خلع أحمد بن محمد العمرى يعرف بالأحمر العين باليمن فولى المأمون ابنه العباس على الجزيرة والثغور والعواصم وأخاه أبا إسحاق المعتصم على الشأم ومصر وسير عبد الله بن طاهر إلى خراسان وأعطى لكل واحد منهم خمسمائة ألف درهم وبعث المعتصم أبا عميرة الباذغيسى عاملا على مصر فوثب به جماعة من القيسية واليمانية فقتلوه سنة أربع عشرة فسار المعتصم إلى مصر فقاتلهم وافتتح مصر وولى عليها واستقامت الأمور وفى سنة ثلاث عشرة ولى المأمون غسان بن عباس على السند لما بلغه خلاف بشر بن داود وفى سنة أربع عشرة استقدم المأمون أبا دلف وكان بالكرخ من نواحي همذان منذ سار مع عيسى بن ماهان لحرب طاهر وقتل عيسى فعاد إلى همذان وراسله طاهر يدعوه إلى البيعة فامتنع وقال له ولا أكون مع أحد وأقام بالكرخ فلما خرج المأمون إلى الري أرسل إليه يدعوه فسار نحوه وجلا بعد أن أغرى عليه أصحابه الامتناع وفى سنة أربع عشرة قتل باليمن وفيها ولى المأمون علي بن هشام الجبل وقم وأصبهان وأذربيجان وخلع أهل قم وكانوا سألوا الحطيطة من خراجهم وهو ألف ألف درهم لان المأمون لما جاء من العراق أقام بالري أياما وخفف عنهم من الخراج فطمع أهل قم في مثلها فأبى فامتنعوا من الأداء فسرح إليهم علي بن هشام وعجيف بن عنبسة وظفروا بهم وقتلوا يحيى بن عمران وهدموا سورها وجبوها على سبعة آلاف ألف وفى سنة ست عشرة ظهر عبد وس الفهري بمصر وقتل بعض عمال المعتصم فسار المأمون إلى مصر وأصلحها وأتى بعبدوس فقتله وقدم من برقة وأقام بمصر وفيها غضب المأمون على علي بن هشام ووجه عجيفا وأحمد بن هشام لقبض أمواله وسلاحه لما بلغه من عسفه وظلمه وأراد قتل عجيف واللحاق ببابك فلم يقدر وظفر به عجيف وجاء به إلى المأمون فأمر بقتله وطيف برأسه في الشأم والعراق وخراسان ومصر ثم ألقى في البحر وقدم غسان بن عباد من السند ومعه بشر بن داود مستأمنا فولى على السند عمران بن موسى العكي وهرب جعفر بن داود القمي إلى قم فخلع وكان محبوسا بمصر منذ عزله المأمون عن قم فهرب الآن وخلع فغلبه علي بن عيسى القمي وبعث به إلى المأمون فقتل * (الصوائف) * وفى سنة مائتين قتل الروم ملكهم اليون لسبع سنين ونصف من ملكه وأعادوا ميخاييل ابن جرجس المخلوع وبقي عليهم تسع سنين ثم مات سنة خمس عشرة وملك ابنه نوفل وفتح عبد الله بن حرداديه والى طبرستان البلاد والسيرن من بلاد الديلم وافتتح جبال طبرستان وأنزل شهريار بن شروين عنها وأشخص مازيار بن قارن إلى المأمون وأسر
(٢٥٥)