على بنى موسى وأظهر الدعوة هنالك للمهدى من آل محمد الذي ينعتونه بالنعوت المعروفة عندهم فاتبعه واستولى على كثير من نواحي اليمن وكان أبو عبد الله الحسن ابن أحمد بن محمد بن زكريا المعروف بالمحتسب وكان محتسبا بالبصرة وقيل انما المحتسب أخوه أبو العباس المخطوم وأبو عبد الله يعرف بالعلم لأنه كان يعرف مذهب الإمامية الباطنية قد اتصل بالامام محمد الحبيب وخبر أهليته فأرسله إلى أبي حوشب ولزم مجالسته وأفاد علمه ثم بعثه مع الحاج اليمنى إلى مكة وبعث معه عبد الله بن أبي ملا فأتى الموسم ولقى به رجالات كتامة مثل حريث الحميلي وموسى بن مكاد فاختلط بهم وعكفوا عليه لما رأوا عنده من العبادة والزهد ووجه إليهم بدرا من ذلك المذهب فاغتبط واغتبطوا وارتحل معهم إلى بلدهم ونزل بها منتصف ربيع سنة ثمان وثلاثين وعين لهم مكان منزله بفتح الاحار وأن النص عنده من المهدى بذلك ولجهره المهدى وان أنصاره الأخيار من أهل زمانه وان اسم أنصاره مشتق من الكتمان ولم يعينه واجتمع لمناظرته كثير من أهل كتامة فأبى ثم أطاعوه بعد فتن وحروب واجتمعوا على دعوته وكانوا يسمونه أبا عبد الله المشرفي والشيعي ولما اختلف كتامة عليه واجتمع كثير منهم على قتله قام بنصرته الحسن بن هارون وسار به إلى جبل ايكجان وأنزله مدينة تاصروت من بلد زرارة وقاتل من لم يتبعه بمن تبعه حتى استقاموا جميعا على طاعته وبلغ خبره إبراهيم بن أحمد ابن الأغلب عامل إفريقية بالقيروان فأرسل إلى عامل ميلة يسأله عن أمره فحقره وذكر أنه رجل يلبس الخشن ويأمر بالعبادة والخير فأعرض عنه حتى إذا اجتمع لابي عبد الله أمره زحف في قبائل كتامة إلى بلد ميلة فملكها على الأمان بعد الحصار فبعث إبراهيم ابن أحمد بن الأغلب ابنه الأحول في عسكرهم يجاوز عشرين ألفا فهزم كتامة وامتنع أبو عبد الله بجبل ايكجان وأحرق الأحول مدينة تاصروت ومدينة ميلة وعاد إلى إفريقية وبنى أبو عبد الله بجبل ايكجان مدينة سماها دار الهجرة ثم توفى إبراهيم ابن الأغلب صاحب إفريقية وولى ابنه أبو العباس وقتل واستقر الامر لزيادة الله وكان الأحول حمل العساكر لحضوره فاستقدمه زيادة الله وقتله * (وفاة الحبيب وايصاؤه لابنه عبيد الله) * ولما توفى محمد الحبيب وأوصى لابنه عبيد الله وقال له أنت المهدى وتهاجر بعدي هجرة بعيدة وترى محنا شديدة فقام عبيد الله بالأمر وانتشرت دعوته وأرسل إليه أبو عبد الله الشيعي رجالا من كتامة يخبرونه بما فتح الله عليهم وانهم في انتظاره وشاع خبره وطلبه المكتفى فهرب هو وولده نزار الذي ولى بعده وتلقب بالقائم وخرج معه خاصته ومواليه
(٣٦٢)