وأبهر وقم وهمذان والدينور فاستأمن إليه عامل الري لرافع بن الليث وهو الحسن ابن علي كوره فأمنه وبعث به إلى أبيه * (عود حمدان إلى الطاعة) * وفى سنة ثنتين وثمانين سار المعتضد إلى الموصل واستقدم إسحاق بن أيوب وحمدان ابن حمدون فبادر اسحق بقلاعه وأودع حرمه وأمواله فبعث إليه المعتضد العساكر مع وصيف ونصر القسوري فمروا بذيل الزعفران من أرض الموصل وبه الحسن ابن علي كوره ومعه الحسين بن حمدان فاستأمن الحسين وبعثوا له إلى المعتضد فأمر بهدم القلعة وسار وصيف في اتباع حمدان فواقعه وهزمه وعبر إلى الجانب الغربي من دجلة وسار في ديار ربيعة وعبرت إليه العساكر وحبسوه فأخذوا ماله وهرب وضاقت عليه الأرض فقصد خيمة إسحاق بن أيوب في عسكر المعتضد مستجيرا به فأحضره عند المعتضد فوكل به وحبسه * (هزيمة هارون الشاري ومهلكه) * كان المعتضد قد ترك بالموصل نصرا القسروي لاعادته العمال على الجباية وحرج بعض العمال لذلك فأغارت عليهم طائفة من أصحاب هارون الشاري وقتل بعضهم فكثر عيث الخوارج وكتب نصر القسروي إلى هارون يهدده فأجابه وأساء في الرد وعرض بذكر الخليفة فبعث نصر بالكتاب إلى المعتضد فأمره بالجد في طلب هارون وكان على الموصل يكتم طاتشمر من مواليهم فقبض عليه وقيده وولى على الموصل الحسن كوره وأمر ولاة الاعمال بطاعته فجمعهم وعسكر بالموصل وخندق على عسكره إلى أن أوقع بالناس غلاتهم ثم سار إلى الخوارج وعبر الزاب إليهم فقاتلهم قتالا شديدا فهزمهم وقتل منهم وافترقوا وسار الكثير منهم إلى أذربيجان ودخل هارون البرية واستأمن وجوه أصحابه إلى المعتضد فأمنهم ثم سار المعتضد سنة ثلاث وثمانين في طلب هارون فانتهى إلى تكريت وبعث الحسين بن حمدون في عسكر نحو من ثلثمائة فارس واشترط ان جاء به اطلاق ابنه حمدان وسار معه وصيف وانتهى إلى بعض مخايض دجلة فأرصد بها وصيفا وقال لا تفارقوها حتى تروني ومضى في طلبه فواقعه وهزمه وقتل من أصحابه وأقام وصيف ثلاثة أيام فأبطأ عليه الامر فسار في اتباع ابن حمدان وجاء هارون منهزما إلى تلك المخاضة فعبر وابن حمدان في أثره إلى حي من أحياء العرب قد اجتاز بهم هارون فدلوا ابن حمدان عليه فلحقه وأسره وجاء به إلى المعتضد فرجع المعتضد آخر ربيع الأول وخلع على الحسين واخوته وطوقه وأدخل هارون على الفيل وهو ينادى لا حكم الا لله
(٣٤٨)