والا أعتبك ان ضمنت لي القيام بالعدل والسنة ثم دعا قبائل تميم فأجاب منهم ومن غيرهم كثير واجتمع إليه ثلاثة آلاف وأقام على ذلك * (انتقاض مروان لما قتل الوليد) * كان مروان بن محمد بن مروان على أرمينية وكان على الجزيرة عبدة بن رياح العبادي وكان الوليد قد بعث بالصائفة أخاه فبعث معه مروان ابنه عبد الملك فلما انصرفوا من الصائفة لقيهم بجرزان حين مقتل الوليد وسار عبدة عن الجزيرة فوثب عبد الملك بالجزيرة وجرزان فضبطهما وكتب إلى أبيه بأرمينية يستحثه فسار طالبا بدم الوليد بعد أن أرسل إلى الثغور من يضبطها وكان معه ثابت بن نعيم الجذامي من اهل فلسطين وكان صاحب فتنة وكان هشام قد حبسه على افساد الجند بإفريقية عند مقتل كلثوم بن عياض وشفع فيه مروان فأطلقاه واتخذا عنده يدا فلما سار من أرمينية داخل ثابت أهل الشأم في العود إلى الشأم من وجه الفرات واجتمع له الكبير من جند مروان وناهضه القتال ثم غلبهم وانقادوا له وحبس ثابت بن نعيم وأولاده ثم أطلقهم من حران إلى الشأم وجمع نيفا وعشرين ألفا من الجزيرة ليسير بهم إلى يزيد وكتب إليه يشترط ما كان عبد الملك ولى أباه محمدا من الجزيرة والموصل وأذربيجان فأعطاه يزيد ولاية ذلك وبايع له مروان وانصرف * (وفاة يزيد وبيعة أخيه إبراهيم) * ثم توفى يزيد آخر سنة ست وعشرين لخمسة أشهر من ولايته ويقال انه كان قدريا وبايعوا لأخيه إبراهيم من بعده إلا أنه انتقض عليه الناس ولم يتم له الامر وكان يسلم عليه تارة بالخلافة وتارة بالامارة وأقام على ذلك نحوا من ثلاثة أشهر ثم خلعه مروان ابن محمد على ما يذكر وهلك سنة اثنتين وثلاثين * (مسير مروان إلى الشأم) * ولما توفى يزيد وولى أخوه إبراهيم وكان مضعفا انتقض عليه مروان لوقته وسار إلى دمشق فلما انتهى إلى قنسرين وكان عليها بشر بن الوليد عاملا لأخيه يزيد ومعه أخوهما مسرور دعاهم مروان إلى بيعته ومال إليه يزيد بن عمر بن هبيرة وخرج بشر للقاء مروان فلما تراءى الجمعان مال ابن هبيرة وقيس إلى مروان وأسلموا بشرا ومسرورا فأخذهما مروان وحبسهما وسار بأهل قنسرين ومن معه إلى حمص وكانوا امتنعوا من بيعة إبراهيم فوجه إليهم عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك في جند أهل دمشق فكان يحاصرهم فلما دخل مروان رحل عبد العزيز عنهم وبايعوا مروان وخرج
(١١٢)