وان الحسين هو أخوه وان أول أمره انه ملك أرجيش من بلاد أرمينية فقوى اه ولما ملك عضد الدولة الموصل حضر عنده وهم بقبضه ثم سأل عنه فافتقده وكف عن طلبه فلما مات عضد الدولة استفحل أمره واستولى على ميا فارقين وكثير من ديار بكر ثم على نصيبين وقال ابن الأثير سار من أرمينية إلى ديار بكر فملك ثم ميا فارقين وبعث صمصام الدولة إليه العساكر مع أبي سعيد بهرام بن أردشير فهزمهم وأسر جماعة منهم فبعث عساكر أخرى مع أبي القاسم سعيد بن الحاجب فلقيهم في بلد كواشى وهزمهم وقتل منهم وأسر ثم قتل الأسرى صبرا ونجا سعيد إلى الموصل وباد في اتباعه فثار به أهل الموصل نفورا من سوء سيرة الديلم فهرب منها ودخل باد وملك الموصل وحدث نفسه بالمسير إلى صمصام الدولة ببغداد وانتزاع بغداد من يد الديلم واحتفل فيه ولقيهم باد في صفر من سنة أربع وسبعين فهزموه وملكوا الموصل ولحق باد بديار بكر وجمع عليه عساكر وكان بنو سيف الدولة بن حمدان بحلب قد ملكها معهم سعد الدولة ابنه بعد مهلكه فبعث إليه صمصام الدولة أن يكفيه أمر باد على أن يسلم إليه ديار بكر فبعث سعد الدولة إليه جيشا فلم يكن لهم طاقة وزحفوا إلى حلب فبعث سعد الدولة من اغتاله في مرقده بخيمته من البادية وضربه فاعتل وأشفى على الموت وبعث إلى سعد وزياد الأميرين بالموصل فصالحهما على أن تكون ديار بكر والنصف من طور عبدين لباد ورجع زياد إلى بغداد وهو الذي جاء بعساكر الديلم وانهزم باد أمامه ثم توفى سعد الحاجب بالموصل سنة سبع وسبعين فتجدد لباد الطمع في ملكها وبعث شرف الدولة على الموصل أبا نصر خواشاذه فدخل الموصل واستمد العساكر والأموال فأبطأت عنه فدعا العرب من بنى عقيل وبنى نمير وأقطعهم البلاد ليدافعوا عنها واستولى باد على طور عبدين وأقام بالجبل وبعث أخاه في عسكر لقتال العرب فانهزم وقتل وبينما خواشاذه يتجهز لقتال باد جاءه الجند بموت شرف الدولة ثم جاء أبو إبراهيم وأبو الحسين ابنا ناصر الدولة بن حمدان أميرين على الموصل من قبل بهاء الدولة وبقيت في ملكهما إلى سنة احدى وثمانين فبعث بهاء الدولة عسكرا مع أبي جعفر الحجاج بن هرمز فملكها وزحف إليه أبو الرواد محمد بن المسيب أمير بنى عقيل فقاتله وبالغ في مدافعته واستمد بهاء الدولة فبعث إليه الوزير أبا القاسم علي بن أحمد وسار أول سنة ثنتين وثمانين وكتب إلى أبي جعفر بالقبض عليه بسعاية ابن المعلم وشعر الوزير بذلك فصالح أبا الرواد ورجع ووجد بهاء الدولة قد قبض على ابن المعلم وقتله * (وفاة شرف الدولة وملك بهاء الدولة) * ثم توفى شرف الدولة أبو الفوارس شرزيك بن عضد الدولة في جمادى سنة تسع وسبعين
(٤٣٤)