وبها الأمير أبو سعد أخو الملك الرحيم فقاتلهم وهزمهم كما نذكر في أخبارهم * (استيلاء الملك الرحيم على البصرة من يد أخيه) * ثم بعث الملك الرحيم سنة أربع وأربعين جيوشه إلى البصرة مع بصيرة البساسيري فحاصروا بها أخاه أبا على وقاتلوا عسكره في السفن فهزموهم وملكوا عليهم دجلة والأنهر وجاء الملك الرحيم بالعسكر في البر واستأمن إليه قبائل ربيعة ومضر فأمنهم وملك البصرة وجاءته رسل الديلم بخوزستان بطاعتهم ومضى أخوه أبو على إلى شط عمان وتحصن به فسار إليه الملك الرحيم وملك عليه شط عمان ولحق بعبادان وسار منها إلى ارجان ثم لحق بالسلطان طغرلبك بأصبهان فأكرمه وأصهر إليه وأقطع له وأنزله بقلعة من أعمال جرباذقان وولى الملك الرحيم وزيره البساسيري على البصرة وسار إلى الأهواز وأرسل منصور بن الحسين وهزار شب في تسليم ارجان وتستر فتسلمها واصطلحا وكان المقدم على ارجان فولاد بن خسرو من الديلم فرجع إلى طاعة الملك الرحيم سنة خمس وأربعين * (فتنة ابن أبي الشوك ثم طاعته) * كان سعدي بن أبي الشوك قد أعطى طاعته للسلطان طغرلبك بنواحي الري وسار في خدمته وبعثه سنة أربع وأربعين في العساكر إلى نواحي العراق فبلغ النعمانية وكثر عيثه وراسله ملد من بنى عقيل قرابة قريش بن بدران في الاستظهار له على قريش ومهلهل أخي أبى الشوك فوعدهم فسار إليهم مهلهل وأوقع بهم على عكبرا فساروا إلى سعدي وشكوا إليه وهو على سامرا فسار وأوقع بعمه مهلهل وأسره وعاد إلى حلوان وهم الملك الرحيم بتجهيز العساكر إليه بحلوان واستقدم دبيس بن مزيد لذلك ثم عظمت الفتنة سنة خمس وأربعين ببغداد من أهل الكرخ وأهل السنة ودخلها طوائف من الأتراك وعم الشر واطرحت مراقبة السلطان وركب القواد لحسم العلة فقتلوا علويا من أهل الكرخ فنادت نساؤه بالويل فقاتلهم العامة وأضرم النار في الكرخ بعض الأتراك فاحترق جميعه ثم بعث القائم وسكن الامر وكان مهلهل لما أسر سار ابنه بدر إلى طغرلبك وابن سعدي كان عنده رهينة وبعث إلى سعدي باطلاق مهلهل عند ذلك فامتنع سعدي من ذلك وانتقض على طغرلبك وسار من همذان إلى حلوان وقاتلها فامتنعت عليه فكاتب الملك الرحيم بالطاعة ولحقه عساكر طغرلبك فهزموه ولحق ببعض القلاع هنالك وسار بدر في اتباعه إلى شهرزور ثم جاءه الخبر بأن جمعا من الأكراد والأتراك قد أفسدوا السابلة وأكثروا العيث فخرج إليهم
(٤٥٦)