الناس أن الغزاة أصابهم جوع ومرض وبلغ معاوية أن يزيد أنشد في ذلك ما ان أبالي بما لاقت جموعهم * بالفدفد البيد من حمى ومن شوم * إذا اتطأت على الأنماط مرتفقا * بدير مران عندي أم كلثوم * وهي امرأته بنت عبد الله بن عامر فحلف ليلحقن بهم فسار في جمع كثير جمعهم إليه معاوية فيهم ابن عباس وابن عامر وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري فأوغلوا في بلاد الروم وبلغوا القسطنطينية وقاتلوا الروم عليها فاستشهد أبو أيوب الأنصاري ودفن قريبا من سورها ورجع يز والعساكر إلى الشأم ثم شتى فضالة بن عبيد بأرض الروم سنة احدى وخمسين وغزا بسر بن أرطاة الصائفة (وفاة المغيرة) توفى المغيرة وهو عامل على الكوفة سنة خمسين بالطاعون وقيل سنة تسع وأربعين وقيل سنة احدى وخمسين فولى مكانه معاوية زيادا وجمع له المصرين فسار زياد إليها واستخلف على البصرة سمرة بن جندب فلما وصل الكوفة خطبهم فحصبوه على المنبر فلما نزل جلس على كرسي وأحاط أصحابه بأبواب المسجد يأتونه بالناس يستحلفهم على ذلك ومن لم يحلف حبسه فبلغوا ثمانين واتخذ المقصورة من يوم حبس ثم بلغه عن أوفى بن حسين شئ فطلبه فهرب ثم أخذه فقتله وقال له عمارة بن عتبة بن أبي معيط ان عمر بن الحمق يجتمع إليه شيعة على فأرسل إليه زياد ونهاه عن الاجتماع عنده وقال لا أبيح أحدا حتى يخرج على وأكثر سمرة بن جندب اليتامى بالبصرة يقال قتل ثمانية آلاف فأنكر ذلك عليه زياد اه (كان عمرو بن العاص) قبل وفاته استعمل عقبة بن عامر بن عبد قيس على إفريقية وهو ابن خالته انتهى إلى لواته ومرانه فأطاعوا ثم كفروا فغزاهم وقتل وسبى ثم افتتح سنة اثنتين وأربعين غذا مس وفى السنة التي بعدها ودان وكورا من كور السودان وأثخن في تلك النواحي وكان له فيها جهاد وفتوح ثم ولاه معاوية على إفريقية سنة خمسين وبعث إليه عشرة آلاف فارس فدخل إفريقية وانضاف إليه مسلمة البربر فكبر جمعه ووضع السيف في أهل البلاد لأنهم كانوا إذا جاءت عساكر المسلمين أسلموا فإذا رجعوا عنهم ارتدوا فرأى أن يتخذ مدينة يعتصم بها العساكر من البربر فاختط القيروان وبنى بها المسجد الجامع وبنى الناس مساكنهم ومساجدهم وكان دورها ثلاثة آلاف باع وستمائة باع وكملت في خمس سنين وكان يغزو ويبعث السرايا للإغارة والنهب ودخل أكثر البربر في الاسلام واتسعت خطة المسلمين ورسخ الدين ثم ولى معاوية على مصر وإفريقية مسلمة بن مخلد الأنصاري واستعمل على إفريقية مولاه أبا المهاجر فأساء عزل عقبة واستخف به فسير ابن مخلد الأنصاري عقبة إلى معاوية
(١٠)