بيت بذراريهم وكتبوا إلى عثمان بسمرقند وخافوا أن يبطئ المدد فصالحوا الترك على أربعين ألفا وأعطوهم سبعة عشر رجلا رهينة وندب عثمان الناس فانتدب المسيب بن بشر الرياحي ومعه أربعة آلاف من سائر القبائل فقال لهم المسيب من أراد الغزو والصبر على الموت فليتقدم فرجع عنه ألف وقالها بعد فرسخ فرجع ألف آخر ثم أعادها ثالثة بعد فرسخ فاعتزله ألف وسار حتى كان على فرسخين من العدو فأخبره بعض الدهاقين بقتل الرهائن وميعادهم غدا وقال أصحابي ثلثمائة مقاتل وهم معكم فبعث المسيب إلى القصر رجلين عجميا وعربيا يأتيانه بالخبر فجاؤوا في ليلة مظلمة وقد أجرت الترك الماء بدائر القصر لئلا يصل إليه أحد فصاح بهما فقالا له اسكت وادع لنا فلانا فأعلماه قرب العسكر وسألا هل عندكم امتناع غدا فقال لهما نحن مستميتون فرجعا إلى المسيب فأخبراه فعزم على تبييت الترك وبايعه أصحابه على الموت وساروا يومهم إلى الليل ولما أمسى حثهم على الصبر وقال ليكن شعاركم يا محمد ولا تتبعوا موليا واعقروا الدواب فإنه أشد عليهم وليست بكم قلة فان سبعمائة سيف لا يضرب بها في عسكر الا أوهنته وان كثر أهله ثم دنوا من العسكر في السحر وثار الترك وخالطهم المسلمون وعقروا الدواب وترجل المسيب في أصحاب له فقاتلوا قتالا شديدا وقتل عظيم من عظماء الترك فانهزموا ونادى منادى المسيب لا تتبعوهم واقصدوا القصر واحملوا من فيه ولا تحملوا من متاعهم الا المال ومن حمل امرأة أو صبيا أو ضعيفا حسبة فأجره على الله والا فله أربعون درهما وحملوا من في القصر إلى سمرقند ورجع الترك من الغد فلم يروا في القصر أحدا ورأوا قتلاهم فقالوا لم يكن الذين جاؤونا بالأمس * (غزو الصغد) * ولما كان من انتقاض الصغد واعانتهم الترك على المسلمين ما ذكرنا تجهز سعيد لغزوهم وعبر النهر فلقيه الترك وطائفة من الصغد فهزمهم المسلمون ونهاهم سعيد عن اتباعهم وقال هم جباية أمير المؤمنين فانكفوا عنهم ثم سار المسلمون إلى واد بينهم وبين المرج فقطعه بعض العسكر وقد أكمن لهم الترك فخرجوا عليهم وانهزم المسلمون إلى الوادي وقيل بل كان المنهزمون مسلحة للمسلمين وكان فيمن قتل شعبة بن ظهر في خمسين رجلا وجاء الأمير والناس فانهزم العدو وكان سعيد إذا بعث سرية فأصابوا وغنموا وسبوا رد السبى وعاقب السرية فثقل سعيد على الناس وضعفوه ولما رجع من هذه الغزاة وكان سورة بن الأبجر قد قال لحيان لنبطي يوم أمر سعيد بالكف عن الصغد وانهم جباية أمير المؤمنين فقال سورة ارجع عنهم يا حيان فقال عقيرة الله لا أدعها فقال
(٨١)