وذلك سنة اثنتين وأربعين وبعث بولده إلى دهلك فعزلهم بها وأقام المهدى بخراسان حتى رجع إلى العراق سنة تسع وأربعين وفى سنة اثنتين وأربعين انتقض عيينة بن موسى بن كعب بالسند وكان عاملا عليها من بعد أبيه وكان أبوه يستخلف المسيب بن زهير على الشرط فخشى المسيب ان خضر عيينة عند المنصور أن يوليه على الشرط فحذره المنصور وحرضه على الخلاف فخلع الطاعة وسار المنصور إلى البصرة وسرح من هنالك عمر بن حفص بن أبي صفوة العتكي لحرب عيينة وولاه على السند والهند فورد السند وغلب عليها وفى هذه السنة انتقض الاصبهبد بطبرستان وقتل من كان في أرضه من المسلمين فبعث المنصور مولاه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة وروح بن حاتم في العساكر فحاصروه في حصنه مدة ثم تحيلوا ففتح لهم الحصن من داخله وقتلوا المقاتلة وسبى الذرية وكان مع الاصبهبد سم فشربه فمات * (أمر بنى العباس) * بنو هاشم حين اضطرب أمر مروان بن محمد اجتمعوا إليه وتشاوروا فيمن يعقدون له الخلافة فاتفقوا على محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن علي وكان يقال ان المنصور ممن بايعه تلك الليلة ولما حج أيام أخيه السفاح سنة ست وثلاثين تغيب عنه محمد وأخوه إبراهيم ولم يحضرا عنده مع بنى هاشم وسأل عنهما فقال له زياد بن عبيد الله الحرثي أنا آتيك بهما وكان بمكة فرده المنصور المدينة ثم استخلف المنصور وطفق يسأل عن محمد ويختص بنى هاشم بالسؤال سرا فكلهم يقول انك ظهرت على طلبه لهذا الامر فخافك على نفسه ويحسن العذر عنه الا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي فإنه قال له والله ما آمن وثوبه عليك فإنه لا ينام عنك فكان موسى بن عبد الله بن حسن يقول بعد هذا اللهم اطلب الحسن بن زيد بدمائنا ثم إن المنصور حج سنة وألح على عبد الله بن حسن في احضار ابنه محمد فاستشار عبد الله سليمان بن علي في احضاره فقال له لو كان عافيا عفى عن عمه فاستمر عبد الله على الكتمان وبث المنصور العيون بين الاعراب في طلبه بسائر بوادي الحجاز ومياهها ثم كتب كتابا على لسان الشيعة إلى محمد بالطاعة والمسارعة وبعثه مع بعض عيونه إلى عبد الله وبعث معه بالمال والالطاف كأنه من عندهم وكان للمنصور كاتب على سره ينشيع فكتب إلى عبد الله بن حسن بالخبر وكان محمد بجهينة وألح عليه صاحب الكتاب أمر محمد ليدفع إليه كتاب الشيعة فقال له اذهب إلى علي بن الحسن المدعو بالأغر يوصلك إليه
(١٨٧)