وأراد أن يولى سعيد بن العاص وقال أصحاب المغيرة للمغيرة ان معاوية قلاك فقال لهم رويدا ونهض إلى يزيد وعرض له بالبيعة وقال ذهب أعيان الصحابة وكبراء قريش ورادوا أسنانهم وانما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وسياسة وما أدرى ما يمنع أمير المؤمنين من العهد لك فأدى ذلك يزيد إلى أبيه واستدعاه وفاوضه في ذلك فقال قد رأيت ما كان من الاختلاف وسفك الدماء بعد عثمان وفى يزيد منك خلف فاعهد له يكون كهفا للناس بعدك فلا تكون فتنة ولا يسفك دم وأنا أكفيك الكوفة ويكفيك ابن زياد البصرة فرد معاوية المغيرة إلى الكوفة وأمره أن يعمل في بيعة يزيد فقدم الكوفة وذاكر من يرجع إليه من شيعة بنى أمية فأجابوه وأوفد منهم جماعة مع ابنه موسى فدعاه إلى عقد البيعة ليزيد فقال أو قد رضيتموه قالوا نعم نحن ومن وراءنا فقال ننظر ما قدمتم له ويقضى الله أمره والأناة خير من العجلة ثم كتب إلى زياد يستنيره بفكر وكف عن هدم دار سعيد وكتب سعيد إلى معاوية يعذله في ادخال الظعينة بين قرابته ويقول لو لم تكن بنى أب واحد لكانت قرابتنا ما جمعنا الله عليه من نصرة الخليفة المظلوم يجب عليك أن تدعى ذلك فاعتذر له معاوية وتنصل وقدم سعيد عليه وسأله عن مروان فأثنى خيرا فلما كان سنة سبع وخمسين عزل مروان وولى مكانه الوليد ابن عتبة بن أبي سفيان وقيل سنة ثمان * (عزل الضحاك عن الكوفة وولاية ابن أم الحكم ثم النعمان بن بشير) * عزل معاوية الضحاك عن الكوفة سنة ثمان وخمسين وولى مكانه عبد الرحمن بن عبد الله ابن عثمان الثقفي وهو ابن أم الحكم أخت معاوية فخرجت عليه الخوارج الذين كان
(١٦)