المناكير فيهم وتعذر ذلك فخرجوا إلى القرى فانتهبوها واستعدى الناس أهل الامر فلم يغدوا عليهم فتمشى الصلحاء من عمل ريظ وكل بينهم ورأوا أنهم في كل درب قليلون بالنسبة إلى خيارهم فاعتزموا على مدافعتهم واشتد خالد المدريوش من أهل بغداد فدعا جيرانه وأهل محلته إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من غير أن يغيروا على السلطان فشد على من كان عندهم من ادعار وحبسهم ورفعهم إلى السلطان وتعدى ذلك إلى غير محلته ثم قام بعده سهل بن سلامة الأنصاري من الحريشية من أهل خراسان ويكنى أبا حاتم فدعا إلى مثل ذلك والى العمل بالكتاب والسنة وعلق في عنقه مصحفا وعبر على العامة وعلى أهل الدولة فبايعوه على ذلك وعلى قتال من خالف وبلغ خبرهما إلى منصور بن المهدى وعيسى بن محمد بن أبي خالد فنكروا ذلك لان أكثر الدعار كانوا يشايعونهم على أمرهم فدخلوا بغداد بعد أن عقد عليه الصلح مع الحسن بن سهل على الأمان له ولأهل بغداد وانتظروا كتاب المأمون ورضى أهل البلد بذلك فسهل عليهم أمر المدريوش وسهل * (العهد لعلى الرضا والبيعة لإبراهيم بن مهدي) * ولما بلغ اهل بغداد أن المأمون قد بايع بالعهد لعلي بن موسى الكاظم ولقبه الرضا من آل محمد وأمر الجند بطرح السواد ولبس الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق وكتب الحسن ابن سهل إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد ببغداد يعلمه بذلك في رمضان من سنة احدى ومائتين وأمره أن يأخذ من عنده من الجند وبنى هاشم بذلك فأجاب بعض وامتنع بعض وكبر عليهم اخراج الخلافة من بنى العباس وتولى كبر ذلك منصور وإبراهيم ابنا المهدى وشايعهم عليه المطلب بن عبد الله بن مالك والسدى ونصر الوصيف وصالح صاحب المصلى ومنعوا يوم الجمعة من نادى في الناس بخلع المأمون والبيعة لإبراهيم بن المهدى ومن بعده لإسحاق بن الهادي ثم بايعوه في المحرم سنة اثنتين ومائتين ولقبوه المبارك ووعد الجند بأرزاق ستة أشهر واستولى على الكوفة والسواد وخرج فعسكر بالمدائن وولى بها لي الجانب الغربي العباس بن الهادي وعلى الجانب الشرقي اسحق ابن الهادي وكان بقصر ابن هبيرة حميد بن عبد الحميد عاملا للحسن بن سهل ومعه القواد سعيد بن الساحور وأبو البط وغسان بن الفرج ومحمد بن إبراهيم بن الأغلب كانوا منحرفين عن حميد فداخلوا إبراهيم بن الهادي في أن يهلكوه في قصر ابن هبيرة وشعر بذلك الحسن بن سهل فاستقدم حميدا وخلالهم الجو منه فبعث إبراهيم بن المهدى عيسى بن محمد بن أبي خالد وملك قصر ابن هبيرة وانتهب عسكر حميد ولحق به ابنه بجواريه ثم عاد إلى الكوفة فاستعمل عليها العباس بن موسى الكاظم وأمره أن
(٢٤٧)