ابن سعد ثم عاد إلى مكة ونقلت عنه في ذم المدينة أقوال قبيحة أمره فيها إلى الله وقيل إن ولاية الحجاج المدينة وما دخل منها كانت سنة أربع وسبعين وان عبد الملك عزل عنها طارقا واستعمله ثم هدم الحجاج بناء الكعبة الذي بناه ابن الزبير وأخرج الحجر منه وأعاده إلى البناء الذي أقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصدق ابن الزبير في الحديث الذي رواه عن عائشة فلما صح عنده بعد ذلك قال وددت انى تركته وما تحمل * (ولاية المهلب حرب الأزارقة) * ولما عزل عبد الملك خالد بن عبد الله عن البصرة واستعمل مكانه أخاه بشر بن مروان وجمع له المصرين أمره أن يبعث المهلب إلى حرب الأزارقة فيمن ينتخبه من أهل البصرة ويتركه وراءه في الحرب وأن يبعث من أهل الكوفة رجلا شريفا معروفا بالبأس والنجدة والتجربة في جيش كثيف إلى المهلب فيتبعوا الخوارج حتى يهلكوهم فأرسل المهلب جديع بن سعيد بن قبيصة ينتخب الناس من الديوان وشق على بشر ان امرأة المهلب جاءت من عند عبد الملك فغص به ودعا عبد الرحمن بن مختف فأعلمه منزلته عنده وقال انى أوليك جيش الكوفة بحرب الأزارقة فكن عند حسن ظني بك ثم أخذ يغريه بالمهلب وأن لا يقبل رأيه ولا مشورته فأظهر له الوفاق وسار إلى المهلب فنزلوا رامهرمز ولقى بها الخوارج فحدق عليه على ميل من المهلب حيث يتراءى العسكران ثم أتاهم نعى بشر بن مروان لعشر ليال من مقدمهم وانه استخلف على البصرة خالد بن عبد الله بن خالد فافترق الناس من أهل المصرين إلى بلادهم ونزلوا الأهواز وكتب إليهم خالد بن عبد الله يتهددهم ويحذرهم عقوبة عبد الملك إن لم يرجعوا إلى المهلب فلم يلتفتوا إليه ومضوا إلى الكوفة واستأذنوا عمر بن حريث في الدخول ولم يأذن لهم فدخلوا وأضربوا عن اذنه * (ولاية أسد بن عبد الله على خراسان) * ولما ولى بكير بن وشاح على خراسان اختلف عليه بطون تميم وأقاموا في العصبية له وعليه سنتين وخاف أهل خراسان أن تفسد البلاد ويقهرهم العدو فكتبوا إلى عبد الملك بذلك وأنها لا تصلح الا على رجل من قريش واستشار أصحابه فقال له أمية بن عبيد الله ابن خالد بن أسيد نزكيهم برجل منك فقال لولا انهز أمك عن أبي فديك كنت لها فاعتذر وحلف ان الناس خذلوه ولم يجد مقاتلا فانحزت بالعصبة التي بقيت من المسلمين عن الهلكة وقد كتب إليك خالد بن عبد الله بعذري وقد علمه الناس فولاه خراسان (ولما) سمع بكير بن وشاح بمسيرة بعث إلى بجير بن ورقاء وهو في حبسه كما مر فأبى وأشار عليه بعض أصحابه أن يقبل مخافة القتل فقبل وصالح بكير أو بعث إليه بكير بأربعين ألفا
(٤٠)