ياقوت والحجرية وكان المظفر قد أطلق من محبسه وأعيد إلى الحجبة فاستحسن الراضي فعلهم واختفى أبو الحسين ابن الوزير وسائر أولاده وحرمه وأصحابه وأشار إلى الحجرية والساجية بوزارة علي بن عيسى فامتنع وسار بأخيه عبد الرحمن فاستوزره الراضي وصادر ابن مقلة ثم عجز عن تمشية الأمور وضاقت عليه الجباية فاستعفي من الوزارة فقبض عليه الراضي وعلى أخيه على ثلاثة أشهر من وزارته واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي فصادر علي بن عيسى على مائة ألف دينار ثم عجز عن الوزارة وضاقت الأموال وانقطعت وطمع أهل الاعمال فيما بأيديهم فقطع ابن رائق حمل واسط والبصرة وقطع ابن البريدي حمل الأهواز وأعمالها وانقطع حمل فارس لغلب ابن بويه عليها ولم يبق غير هذه الاعمال ونطاق الدولة قد تضايق إلى الغاية وأهل الدولة مستبدون على الخلافة والأحوال متلاشية فتحير أبو جعفر وكثرت عليه المطالبات وذهبت هيبته فاختفى لثلاثة أشهر ونصف من وزارته واستوزر الراضي مكانه أبا القاسم سليمان ابن الحسن فكان حاله مثل حال من قبله في قلة المال ووقوف الحال * (استيلاء ابن رائق على الخليفة) * ولما رأى الراضي وقوف الحال من الوزراء استدعى أبا بكر محمد بن رائق من واسط وكاتبه بأنه قد أجابه إلى ما عرض من السعي في الوزارة على القيام بالنفقات وارزاق الجند فسر ابن رائق بذلك وشرع يتجهز للمسير ثم أنفذ إليه الراضي الساجية وقلده امارة الجيش وجعله أمير الأمراء وفوض إليه الخراج والدواوين والمعادن في جميع البلاد وأمر بالخطبة له على المنابر وانحدر إليه الدواوين والكتاب والحجاب ولما جاءه الساجية قبض عليهم بواسط في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين ونهب رجالهم ودوابهم ومتاعهم ليوفر أرزاقهم على الحجرية فاستوحشوا لذلك وخيموا بدار الخلافة وأصعد ابن رائق إلى بغداد وفوض الخليفة إليه وأمر الحجرية بتقويض خيامهم والرجوع إلى منازلهم وأبطل الدواوين وصير النظر إليه فلم يكن الوزير ينظر في شئ من الأمور وبقي ابن رائق وكتابه ينظرون في جميع الأمور فبطلت الدواوين وبيوت الأموال من يومئذ وصارت لأمير الأمراء والأموال تحمل إلى خزانته ويتصرف فيها كما يريد ويطلب من الخليفة ما يريد وتغلب أصحاب الأطراف وزال عنهم الطاعة ولم يبق للخليفة الا بغداد وأعمالها وابن رائق مستبد عليه وأما باقي الاعمال فكانت البصرة في يد ابن رائق وخوزستان والأهواز في يد ابن البريدي وفارس في يد عماد الدولة ابن بويه وكرمان في يد علي بن الياس والري وأصبهان والجبل في يد ركن الدولة ابن بويه ووشمكير أخو مرداويح ينازعه في هذه الاعمال والموصل وديار بكر ومضر
(٤٠١)