الله خيرا وقد وليتك السند فتجهز لها وأمره أن يحارب ملك السند ويسلم إليه الأشتر ففعل وأقام المنصور يستحثه ثم خرجت خارجة بالسيند فبعث هشام أخاه سفيحا لحسم الداء عنها فمر بنواحي ذلك الملك فوجد الأشتر يتنزه في شاطئ همذان في عشرة من الفرسان فجاء ليأخذه فقاتلهم حتى قتل وقتل أصحابه جميعا وكتب هشام بذلك إلى المنصور فشكره وأمر بمحاربة ذلك الملك فظفر به وغلب على مملكته وبعث بسراري عبد الله الأشتر ومعه ولد منه اسمه عبد الله بعث بهم المنصور إلى المدينة وأسلمه إلى أهله ولما ولى هشام بن عمر على السند وعزل عمر بن حفص عنها ثم حدثت فتق بإفريقية بعثه إلى سده كما سيأتي في أخبارها * (بناء الرصافة للمهدى) * ولما رجع المهدى من خراسان قدم عليه أهل بيته من الشأم والكوفة والبصرة فأجازهم وكساهم وجملهم وكذلك المنصور ثم شعب عليهم الجند فأشار عليهم قثم بن العباس ابن عبيد الله بن العباس بان يفرق بينهم ويستكفيه في ذلك وأمر بعض غلمانه أن يعترضه بدار الخلافة ويسأله بحق الله ورسله والعباس وأمير المؤمنين أبى الحسين من أشرف اليمن أم مضر فقال مضر كان منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها كتاب الله وعندها بيت الله ومنها خليفة الله فغضب اليمن إذا لم يذكر لها فضلا ثم كبح بعضهم بغلة قثم فامتنعت مضر وقطعوا الذي كبحها فتشاجرا لحيان وتعصبت لليمن ربيعة والخراسانية للدولة وأصبحوا أربع فرق وقال قثم للمنصور اضرب كل واحدة بالأخرى وسير لابنك المهدى فلل أنير له بجنده فيتناظرون أهل مدينتك فقبل رأيه وأمر صالحا صاحب المصلى ببناء الرصافة للمهدى * (مقتل معن بن زائدة) * كان المنصور قد ولى على سجستان معن بن زائدة الشيباني وأرسل إلى رتبيل في الضريبة التي عليه فبعث بها عروضا زائدة الثمن فغضب معن وسار إلى الرحج على مقدمته يزيد ابن أخيه يزيد ففتحها وسبى أهلها وقتلهم ومضى رتبيل إلى عزمه وانصرف معن إلى بست فشتى بها ونكر قوم من الخوارج سيرته فهجموا عليه وفتكوا به في بيته وقام يزيد بأمر سجستان وقتل قاتليه واشتدت على أهل البلاد وطأته فتحيل بعضهم بأن كتب المنصور على لسانه كتابا يتضجر من كتب المهدى إليه ويسأله أن يعفى من معاملته فأغضب ذلك المنصور وأقرأ المهدى كتابه وعزله وحبسه ثم شفع فيه شخص إلى مدينة السلام فلم يزل مجفوا حتى بعث إلى يوسف البرم بخراسان كما يذكر بعد * (العمال على النواحي أيام السفاح والمنصور) *
(١٩٩)