وبعثه إلى الأهواز وأمده بطاشتمر وزحفوا من الأهواز إلى ابن واصل سنة احدى وستين فسار معهم من فارس ومعه أبو داود العلوس ولقيهم برام هرمز فهزمهم وقتل طاشتمر وأسر ابن مفلح وغنم عسكرهم وبعث إليه المعتمد في اطلاق ابن مفلح فقتله خفية وسار لحرب موسى بن بغا بواسط وانتهى إلى الأهواز وبها إبراهيم بن سيما في جموع كثيرة ولما رأى موسى بن بغا اضطراب هذه الناحية استعفى المعتمد من ولايتها فأعفاه وكان عند انصراف ابن مفلح عن الأهواز إلى فاس قد ولى مكانه بالساج وأمره بمحاربة الزنج فبعث صهره عبد الرحمن لذلك فلقيه علي بن أبان قائد الزنج فهزمه على وقتله وانحاز أبو الساج إلى عسكر مكرم وملك الزنج الأهواز فعاثوا فيها ثم عزل أبو الساج عن ذلك وولى مكانه إبراهيم بن سيما فلم يزل بها حتى انصرف موسى بن بغا عن الاعمال كلها ولما هزم إبراهيم بن سيما بن واصل عبد الرحمن بن مفلح وقتله طمع يعقوب الصفار في ملك فارس فسار من سجستان مجدا ورجع ابن واصل من الأهواز وترك محاربة ابن سيما وأرسل خاله أبا بلال مرداس إلى الصفار وراجعه بالكتب والرسل بحبس ابن واصل رسله ورحل بعد السير ليفجأه على بغتة وشعر به الصفار فقال لخاله مرداس ان صاحبك قد غدر بنا وسار إليهم وقد أعيوا وتعبوا من شدة السير ومات أكثرهم عطشا لما تراءى الجمعان انهزم ابن واصل دون قتال وغنم الصفار ما في عسكره وما كان لابن مفلح واستولى على بلاد فارس ورتب بها العمال وأوقع بأهل زم لاعانتهم ابن واصل وطمع في الاستيلاء على الأهواز وغيرها * (مبدأ دولة بنى سامان وراء النهر) * كان جدهم أسد بن سامان من أهل خراسان وبيوتها وينتسبون في الفرس تارة والى سامة بن لؤي بن غالب أخرى وكان لأسد أربعة من الولد نوح وأحمد ويحيى والياس وتقدموا عند المأمون أيام ولايته خراسان واستعملهم ولما انصرف المأمون إلى العراق ولى على خراسان غسان بن عباد من قرابة الفضل بن سهل فولى نوحا منهم على سمرقند وأحمد على فرغانة ويحيى على الشاش واشروسنة والياس على هراة فلما ولى طاهر بن الحسين بعده أقرهم على اعمالهم ثم مات نوح بن أسد فأقر اخوته يحيى وأحمد على عمله وكان حسن السيرة ومات الياس بهراة فولى عبد الله بن طاهر مكانه ابنه اسحق محمد بن الياس وكان لأحمد بن أسد من البنين سبعة نصر ويعقوب ويحيى وإسماعيل واسحق وأسد وكنيته أبو الأشعث وحميد وكنيته أبو غانم فلما توفى أحمد استخلف ابنه نصرا على أعماله بسمرقند وما إليها وأقام إلى انقراض أيام بنى طاهر وبعدهم وكان يلي أعماله من قبل ولاة خراسان إلى حين انقراض أيام بنى طاهر واستولى الصفار على
(٣١١)