من اليمن فاجتمع الناس وخندقوا مكة وقاتلهم اسحق وامتنعوا عليه فسار نحو العراق ولقى الجند الذين بعثهم هرثمة إلى مكة مع الجلودي ورجاء بن جميل وهو ابن عم الحسين بن سهل فرجع بهم وقاتل الطالبيين فهزمهم وافترقوا واستأمن إليه محمد بن جعفر فأمنه وملك مكة وسار محمد بن جعفر إلى الجحفة ثم إلى بلاد جهينة فجمع وقاتل هارون بن المسيب والى المدينة فانهزم محمد وفقئت عينه وقتل خلق من أصحابه ورجع إلى موضعه ولما انقضى الموسم استأمن الجلودي ورجاء بن جميل فأمناه ودخل مكة وخطب واعتذر عما فعله بأنه بلغه موت المأمون ثم صح انه حي وخلع نفسه وسار إلى الحسن والى المأمون بمرو فلم يزل عنده إلى أن سار المأمون إلى العراق فمات بجرجان في طريقه * (مقتل هرثمة) * لما فرغ هرثمة من أبى السرايا رجع وكان الحسن بن سهل بالمدائن فلم يعرج عليه وسار على عقرقوبا إلى النهروان قاصدا خراسان ولقيته كتب المأمون متلاحقة أن يرجع إلى الشأم والحجاز فأبى الا لقاءه دالة عليه بما سبق له من نصحه له ولآبائه وكان قصد أن يطلع المأمون على حال الفضل بن سهل في طيه الاخبار عنه وما عند الناس من القلق بذلك وباستبداده عليه ومقامه بخراسان وعلم الفضل بذلك فأغرى به المأمون وألقى إليه أنه سلط أبا السرايا وهو من جنده وقد خالف كتبك وجاء معاندا سيئ القالة وان سومح في ذلك اجترأ غيره فسخطه المأمون وبقي في انتظاره ولما بلغ مرو قرع طبوله يسمعها لئلا يطوى خبره عن المأمون وسأل المأمون عنها فقيل هرثمة أقبل يرعد ويبرق فاستدعاه وقال هرثمة مالأت العلويين وأبا السرايا ولو شئت اهلاكهم جميعا لفعلت فذهب يعتذر فلم يمهله وأمر فربس بطنه وشدخ أنفه وسحب إلى السجن ثم دس إليه من قتله * (انتقاض بغداد على الحسن بن سهل) * ولما بلغ خبر هرثمة إلى العراق كتب الحسن بن سهل إلى علي بن هشام والى بغداد من قبله أن يتعلل على الجند الحربية والبغداديين في أرزاقهم لأنه كان بلغه عنهم قبل مسير هرثمة انهم عازمون على خلعه وطرد عماله وولوا عليهم إسحاق بن الهادي خليفة المأمون فلم يزل الحسين يتلطف إليهم ويكاتبهم حتى اختلفوا فأنزل علي بن هشام ومحمد ابن أبي خالد في أحد جانبيها وزهير بن المسيب في الجانب الآخر وقاتلوا الحربية ثلاثة أيام ثم صالحهم على العطاء وشرع فيه وكان زيد بن موسى بن جعفر قد أخذه علي بن أبي سعيد من البصرة وحبسه كما ذكرناه قبل فهرب من محبسه وخرج بناحية الأنبار ومعه أخ لابي السرايا ثم تلاشى أمره وأخذوا؟؟ إلى علي بن هشام ثم جاء خبر هرثمة وقد
(٢٤٥)