وفى سنة ثنتين وثلثمائة بعث عبيد الله المهدى عساكره من إفريقية إلى الإسكندرية مع قائده خفاشة الكتابي فغلب عليها وسار إلى مصر وبلغ المقتدر فبعث مؤنسا الخادم في العساكر لمحاربته وأمده بالأموال والسلاح وسار إليهم وقاتلهم فهزمهم بعد وقائع متعددة قتل فيها من الفريقين وبلغ القتل والأسر من المغاربة سبعة آلاف ورجعوا إلى المغرب * (انتقاض الحسين على ابن حمدان بديار ربيعة وأسره) * كان الحسين بن حمدان واليا على ديار ربيعة وطالبه الوزير علي بن عيسى بالمال فدافعه وأمره بتسليم البلاد إلى عمال السلطان فامتنع وكان مؤنس الخادم بمصر في محاربة عساكر المهدى صاحب إفريقية فجهز الوزير إلى ابن حمدان رائقا الكبير في عسكر سنة ثلاث وثلثمائة وكتب إلى مؤنس أن يسير إلى الجزيرة لقتاله بعد فراغه من أصحاب العلوي بمصر فسار رائق أولا وهزمه الحسين ولحق بمؤنس فأمره بالمقام بالموصل وسار نحو الحسين وتبعه أحمد بن كيغلغ وانتهى إلى جزيرة ابن عمر والحسين بأرمينية ورجع الكثير من عسكره إلى مؤنس ثم بعث مؤنس عسكرا في أثره عليهم بليق ومعه سيما الجزري وجاء الصفواني واتبعوه فأدركوه وقاتلوه فهزموه وجاؤا به أسيرا ومعه ابنه عبد الوهاب وأهله وكثير من أصحابه وعاد مؤنس إلى بغداد على الموصل فحبسه المقتدر وأغار على أبي الهيجاء بن حمدان وجميع اخوته وحبسهم ثم أطلق أبا الهيجاء سنة خمس وقتل الحسين سنة ست تقريبا كما نذكر ان شاء الله تعالى * (وزارة ابن الفرات الثانية) * كان الوزير أبو الحسن بن الفرات محبوسا كما ذكرنا وكان المقتدر يشاوره ويرجع إلى رأيه ويبغى بعض أصحاب المقتدر اعادته وبلغ ذلك الوزير علي بن عيسى فاستعفي ومنعه المقتدر ثم جاءت في بعض الأيام قهرمانة القصر تناظره في نفقات الحرم والحاشية وكسوتهم فألفته نائما فلم يوقظه لها أحد فرجعت وشكت إلى المقتدر وأمه فقبض عليه في ذي القعدة من سنة أربع وثلثمائة وأعاد ابن الفرات على أن يحمل إلى بيت المال ألف دينار وخمسمائة دينار في كل يوم وقبض على الوزير من قبله علي بن عيسى والخاقاني وأصحابهما وصادرهم أبو علي بن مقلة وكان مختفيا منذ قبض على ابن الفرات فقدمه الآن واستخلصه * (خبر ابن أبي الساج بآذربيجان) *
(٣٦٨)