بطرسوس وكان استخلف ابن عجيف فأقره خمارويه وأمده بالخيل والسلاح والمال ثم عزله واستعمل عليها ابن عمه ابن محمد بن موسى بن طولون ولما توفى الموفق نزع خادم من خواصه اسمه راغب إلى الشك وطلب المقام بالثفر للجهاد فأذن له المعتضد فسار إلى طرسوس وحط أثقاله بها وسار إلى لقاء خمارويه بدمشق فأكرمه واستجلب أنسه فطال مقامه وألهم أصحابه بطرسوس انه قبض عليه فأوصلوا أهل البلد في ذلك فوثبوا بأميرهم محمد بن موسى حتى يطلق لهم راغب وبلغ الخبر إلى خمارويه فأطلقه فجاء إليهم ووبخهم على فعلهم فأطلقوا محمد بن موسى وسار عنهم إلى بيت المقدس فأعادوا ابن عجيف إلى ولايته * (فتنة أهل الموصل مع الخوارج) * قد تقدم لنا أن هارون بن سليمان كان على السراة من الخوارج وكان بنو شيبان يقاتلونهم ويغيرون على الموصل فلما كانت سنة تسع وسبعين جاء بنو شيبان لذلك وأغاروا على سوى وغيرها من الاعمال فاجتمع هارون الشاربي في الخوارج وحمدان بن حمدون الثعلبي على مدافعتهم وكان مع بنى شيبان هارون بن سيما مولى أحمد بن عيسى بن الشيخ الشيباني بعثه محمد بن إسحاق بن كنداجق واليا على الموصل عند ما مات أبوه اسحق وولى مكانه على أعماله بالموصل وديار ربيعة فلم يرضه أهل الموصل وطردوه فسار إلى بنى شيبان مستنجدا بهم فلما التقى الجمعان انهزم بنو شيبان أولا واشتغل أصحاب حمدان والخوارج بالنهب فكر عليهم بنو شيبان وظفروا بهم وكتب هارون بن سيما إلى محمد ابن إسحاق بن كنداجق يستمده فسار بنفسه وخشيه أهل الموصل فسار بعضهم إلى بغداد يطلبون عاملا يكفيهم أمر ابن كنداجق ومروا في طريقهم بمحمد بن يحيى المجروح الموكل بحفظ الطريق فألفوه وقد وصل إليه بولاية العهد الموصل فبادر وملكها وتواثق ابن كنداجق في مكانه وبعث إلى خمارويه بالهدية ويسأل امارة الموصل كما كان من قبل فلم يجبه إلى ذلك ثم عزل المجروح وولى بعده علي بن داود الكردي * (الصوائف أيام المعتمد) * وصل الخبر في سنة سبع وخمسين بأن ملك الروم بالقسطنطينية ميخاييل بن روفيل وثب عليه قريبه مسك ويعرف بالصقلي فقتله لأربع وعشرين سنة من ملكه وملك مكانه وفى سنة تسع وخمسين خرجت عساكر الروم فنازلوا سميساط ثم نازلوا مليطة وقاتلهم أهلها فانهزموا وقتل بطريق من بطارقتهم وفى سنة ثلاث وستين استولى الروم على قلعة الصقالبة وكانت ثغر الطرسوس وتسمى قلعة كركرة فرد المعتمد ولاية ثغر طرسوس
(٣٣٧)