بنيسابور حتى يأتيه فدخل نيسابور وقبض على رؤسائها ثم أطلقهم وأساء التصرف ثم أعاد الكتاب إلى داود حبشي بالاستدعاء فاعتذر بأن السلطان سنجر زحف إليه في عساكر بلخ ثم سأل منه المدد فسار بركيارق إليه في ألف فارس وهو في عشرين ألفا والتقوا بسنجر عند النوشجان وفى ميمنة سنجر الأمير برغش وفى ميسرته كوكر ومعه في القلب رستم فحمل بركيارق على رستم فقتله وانهزم أصحابه ونهب عسكرهم وكادت الهزيمة تتم عليهم ثم حمل برغش وكوكر على عسكر بركيارق وهم مشتغلون بالنهب فانهزموا وانهزم بركيارق وجاء بعض التركمان بالأمير داود حبشي أسيرا إلى برغش فقتله ولحق بركيارق بجرجان ثم بالدامغان وقطع البرية إلى اصبهان بمراسلة أهلها فسبقه أخوه محمد إليها فعاد سميرهم انتهى * (عزل الوزير عميد الدولة بن جهير ووفاته) * قد ذكرنا أن وزير السلطان بركيارق وهو الأغر أبو المحاسن أسر في المصاف الأول بين بركيارق ومحمد وان مؤيد الملك بن نظام الملك وزير محمد أطلقه واصطنعه وضمنه عمارة بغداد وحمله طلب الخطبة لمحمد ببغداد من المستظهر فخطب له وكان فيما حمله للمستظهر عزل وزبره عميد الدولة بن جهير وبلغ ذلك عميد الدولة فأرسل من يعترض الأغر ويقتله فامتنع بعقر بابل ثم صالحه ذلك الذي اعترضه وطلب لقاءه فلقيه ودس الأغر إلى أبي الغازي بن ارتق وكان وصل معه وسبقه إلى بغداد فرجع إليه ليلا ويئس منه ذلك الذي اعترضه ووصل الأغر بغداد وبلغ إلى المستظهر رسالة مؤيد الدولة في عزل عميد الدولة فقبض عليه في رمضان من سنة ثلاث وتسعين وعلى اخوته وصودر على خمسة وعشرين ألف دينار وبقي محبوسا بدار الخلافة إلى أن هلك في محبسه * (المصاف الثاني بين بركيارق وأخيه محمد ومقتل مؤيد الملك والخطبة لبركيارق) * قد ذكرنا أن بركيارق لما انهزم امام أخيه محمد في المصاف الأول سار إلى اصبهان ولم يدخلها فمضى إلى عسكر مكرم إلى خوزستان وجاءه الأميران زنكى والبكى ابنا برسق ثم سار إلى همذان فكاتبه اياز من كبار أمراء محمد بما كان استوحش منه فجاءه في خمسة آلاف فارس وأغراه باللقاء فارتحل لذلك ثم استأمن إليه سرخاب بن كنجسرو صاحب آوة فاجتمع له خمسون ألفا من المقاتلة وبقي أخوه في خمسة عشر ألفا ثم اقتتلوا أول جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأصحاب محمد يغدون على محمد شيئا فشيئا مستأمنين ثم انهزم آخر النهار وأسر وزيره مؤيد الملك وأحضره عند بركيارق غلام لمجد الملك البارسلاني ثار منه مولاه فلما حضر وبخه بركيارق وقتله وبعث الوزير أبو
(٤٨٤)