نفيسة وأجيب إلى الصلح على شروط امتنع منها فسار إليه السلطان في شوال ومعه ألف سفينة ثم استأمن إلى السلطان فأمنه وأرسل نساءه إلى البطيحة وسار إلى أبي الغازي مستجيرا به ودخل السلطان الحلة وعاد عنها ولم يزل دبيس عند أبي الغازي وبعث أخاه منصورا إلى أصحابه من أمراء النواحي ليصلح حاله مع السلطان فلم يتم ذلك وبعث إليه أخوه منصور يستدعيه إلى العراق فسار من قلعة جعبر إلى الحلة سنة خمس عشرة وملكها وأرسل إلى الخليفة والسلطان بالاعتذار والوعد بالطاعة فلم يقبل منه وسارت إليه العساكر مع سعد الدولة بن تتش ففارق الحلة ودخلها سعد وأنزل بالحلة عسكرا وبالكوفة آخر ثم راجع دبيس الطاعة على أن يرسل أخاه منصورا رهينة فقبل ورجع العسكر إلى بغداد سنة ست عشرة * (اقطاع الموصل للبرسقي وميافارقين لابي الغازي) * ثم أقطع السلطان محمود الموصل وأعمالها والجزيرة وسنجار وما يضاف إلى ذلك للأمير اقسنقر البرسقي شحنة بغداد وذلك أنه كان ملازما للسلطان في حروبه ناصحا له وهو الذي حمل السلطان مسعودا على طاعة أخيه محمود وأحضره عنده فلما حضر حيوس بك وزيره عند السلطان محمود من الموصل بقيت بدون أمير فولى عليها البرسقي سنة خمس عشرة وخمسمائة وأمره بمجاهدة الفرنج فأقام في امارتها دهرا هو وبنوه كما يأتي في أخبارهم ثم بعث الأمير أبو الغازي بن ارتق ابنه حسام الديم تمرتاش شافعا في دبيس بن صدقة وأن يضمن الحلة بألف دينار وفرس في كل يوم ولم يتم ذلك فلما انصرف عن السلطان أقطع أباه أبا الغازي مدينة ميا فارقين وتسلمها من يد سقمان صاحب خلاد سنة خمس عشرة وبقيت في يده ويد بنيه إلى أن ملكها منهم صلاح الدين ابن أيوب سنة ثمانين وخمسمائة كما يذكر في أخبارهم * (طاعة طغرل لأخيه السلطان محمود) * قد تقدم ذكر انتقاض الملك طغرل بساوة وزنجان على أخيه السلطان محمود بمداخلة أتابكه كتبغرى وان السلطان محمودا المشار إليه أزعجه إلى كنجة وسار إلى أذربيجان يحاول ملكها ثم توفى أتابكه كتبغرى في شوال سنة خمس عشرة وكان اقسنقر الأحمد يلي صاحب مراغة فطمع في رتبة كتبغرى وسار إلى طغرل واستدعاه إلى مراغة وقصدوا أردبيل فامتنعت عليهم فجاؤوا إلى تبريز وبلغهم أن السلطان أقطع أذربيجان لحيوس بك وبعثه في العساكر وأنه سبقهم إلى مراغة فعدلوا عنها وكافؤوا صاحب زنجان فأجابهم وسار معهم إلى أبهر فلم يتم لهم مرادهم وراسلوا السلطان في الطاعة
(٥٠٠)