أقول: غرض الناصب من ذكر حقه (2) الباطل إظهار أن فساد قول النظام ليس لأجل فساد قوله: بعدم بقاء الأعراض الذي هو مبنى حكمه على عدم بقاء الأجسام، بل هو لأجل فساد حكمه بأن الأجسام مركبة من الأعراض لأن ما شارك فيه الأشعري معه من القول: بعدم بقاء الأعراض مبني على مقدمتين ضروريتين هما موجودية البقاء وعدم جواز قيام العرض بالعرض، هذا محصل مرامه ويتوجه عليه أن دعوى الضرورة في كل من المقدمتين باطلة إذ التحقيق أن البقاء أمر اعتباري كما مر، واعترف به صاحب المواقف أيضا، وقد مر أيضا جواز قيام العرض بالعرض كالسرعة والبطوء بالحركة، والدليل المذكور في المواقف وغيره لإثبات عدم بقاء الأعراض مدخول، كما سيجئ ما يوضحه، فيكون النظام والأشاعرة شريكين في شطر من الفساد، غاية الأمر أن يكون مذهب النظام أكثر فسادا،
____________________
(1) قد مرت ترجمته.
(2) أي الذي زعمه حقا وكان باطلا واقعا.
(2) أي الذي زعمه حقا وكان باطلا واقعا.