ولأن البقاء لو كان زائدا على الذات لزم التسلسل " إنتهى " فالظاهر أن الناصب زاد في كلام المصنف أو نقص كما وقع منه مثل هذا غير مرة، فوجب الرجوع إلى أصل مصحح من نسخة المصنف هيهنا لتتضح حقيقة الحال. وأما ما أجاب به سادسا عن لزوم التسلسل بما أسبقه فمدفوع: بما أسبقناه من لزوم انهدام دليلهم.
وأما ما أجاب به سابعا من أن الصفات ليست مغايرة للذات بالكلية، فيمكن أن يكون البقاء صفة للذات ويبقى ببقاء الذات " الخ " ففيه أن من جملة الصفات الباقية لله تعالى البقاء، فإن أريد ببقاء البقاء بقاء الذات عينه الذي بقي به الذات يلزم ما ذكرنا سابقا من انهدام دليلهم على زيادة البقاء على الذات، وإن أراد به غير ذلك البقاء يلزم بقاء الذات ببقائين وهو مما لم يقل به أحد، فتعين أن يكون بقاء البقاء ببقاء قائم بذاته فيلزم ما ذكره المصنف من قيام المعنى بالمعنى، وأيضا هذا البحث إلزامي (1)
____________________
(1) قد مر المراد من الدليل الالزامي فراجع.