فبعث إليه السمط بن مسلم الجبلي في أربعة آلاف فالتقوا بناحية الفرات فانهزمت الخوارج ولقيهم عبيد أهل الكوفة وغوغاؤهم فرموهم بالحجارة حتى قتلوهم ثم خرج وزير السختياني على خالد بالحيرة فقتل وأحرق القرى فوجه إليه خالد جندا فقتلوا أصحابه وأثخن بالجراح وأتى به خالد فوعظه فأعجبه وعظه فأعفاه من القتل وكان يسامره بالليل وسعى بخالد إلى هشام وانه أخذ حروريا يستحق القتل فجعله سميرا فكتب إليه هشام بقتله فقتله ثم خرج بعد ذلك الصحاوى بن شبيب بالفريقية فمضى وندم خالد فطلبه فلم يرجع وأتى جبل وبها نفر من اللات بن ثعلبة فأخبرهم وقال انما أردت التوصل إليه لأقتله بفلان من قعدة الصفرية كان خالد قتله صبرا ثم خرج معه ثلاثون منهم فوجه إليهم خالد جندا فلقوهم بناحية المنادر فاقتتلوا فقتل الصحارى وأصحابه أجمعون ورد؟؟ أمر الخوارج بعد ذلك مرة فلما وقعت الفتن أيام هشام بالعراق والشأم وشغل مروان بمن انتقض عليه فخرج بأرض كفر يموتا سعيد بن بهدل الشيباني في مائتين من أهل الجزيرة وكان على رأى الحرورية وخرج بسطام البهسي في مثل عدتهم من ربيعة وكان مخالفا لرأيه فبعث إليه سعيد بن بهدل قائده الخبيري في مائة وخمسين فبيتهم وقتل بسطاما ومن معه ولم ينج منهم الا أربعة عشر رجلا ثم مضى سعيد بن بهدل نحو العراق فمات هنالك واستخلف الضحاك بن قيس الشيباني فبايعه السراة وأتى أرض الموصل وشهرزور واجتمع إليه من الصفرية أربعة آلاف أو يزيدون وولى مروان على العراق النضر بن سعيد الحريشي وعزل به عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فامتنع عبد الله بالحيرة وسار إليه النضر وتحاربا أشهرا وكانت الصفرية مع النضر عصبة لمروان لطلبه بدم الوليد وأمه قيسية وكانت اليمنية مع ابن عمر عصبية لدخولهم في قتل الوليد بما فعله مع خالد القسري فلما علم الضحاك والخوارج باختلافهم أقبل إلى العراق سنة سبع وعشرين وزحف إليهم فتراسل ابن عمر والنضر وتعاقدا واجتمعا لقتاله بالكوفة وكل واحد منهما يصلى بأصحابه وابن عمر أمير على الناس وجاء الخوارج فقاتلوهم فهزموهم إلى خندقهم ثم قاتلوهم في اليوم الثاني كذلك فسلك الناس إلى واسط منهم النضر بن سعيد الحريشي ومنصور بن جمهور وإسماعيل أخو خالد القسري وغيرهم من الوجوه فلحق ابن عمر بواسط واستولى الضحاك على الكوفة وعادت الحرب بين ابن عمر والنضر ثم زحف إليهما الضحاك فاتفقا وقاتلا حتى ضرستهما الحرب ولحق منصور بن جمهور بالضحاك والخوارج وبايعهم ثم صالحهم ابن عمر ليشغلوا مروان عنه وخرج إليهم وصلى خلف الضحاك وبايعه وكان معه سليمان بن هشام وصل إليه هاربا من حمص
(١٦٤)