في مسائل هذا الباب، اعلم أن هذا أصل عظيم تبتنى عليه القواعد الإسلامية بل الأحكام الدينية مطلقا وبدونه لا يتم شئ من الأديان ولا يمكن أن يعلم صدق نبي من الأنبياء على الاطلاق إلا به على ما نقرره فيما بعد إن شاء الله تعالى، وبئس ما اختاره الإنسان لنفسه مذهبا خرج به عن جميع الأديان ولم يمكنه أن يتعبد الله تعالى بشرع من الشرائع السابقة واللاحقة ولا يجزم به على نجاة نبي مرسل أو ملك مقرب أو مطيع في جميع أفعاله من أولياء الله وخلصائه ولا على عذاب أحد من الكفار والمشركين وأنواع الفساق والعاصين، فلينظر العاقل المقلد هل يجوز لو أن يلقى الله تعالى بمثل هذه العقائد الفاسدة والآراء الباطلة المستندة إلى اتباع الشهوة و الانقياد للمطامع " إنتهى. " قال الناصب خفضه الله أقول: عقد هذا المبحث لإثبات العدل الذي ينتسبون إليه هم والمعتزلة
(٢٧٢)