الدروب وحاصروا ملطية وهربوا إلى بغداد واستغاثوا فلم يغاثوا وغزا أهل طرسوس بالصائفة فغنموا ورجعوا وفى سنة خمس عشرة دخلت سرية من طرسوس إلى بلاد الروم فأوقع بهم الروم وقتلوا أربعمائة رجل صبرا وجاء الدمستق في عساكر من الروم إلى مدينة دبيل وبها نصر السبكي فحاصرها وضيق مخنقها واشتد في قتالها حتى نقب سورها ودخل الروم إليها ودفعهم المسلمون فأخرجوهم وقتلوا منهم بعد أن غنموا ما لا يحصى وعاثوا في أنعامهم فغنموا من الغنم ثلثمائة ألف رأس فأكلوها وكان رجل من رؤساء الأكراد يعرف بالضحاك في حصن له يعرف بالجعبرى فتنصر وخدم ملك الروم فلقيه المسلمون في سنة الغزاة فأسروه وقتلوا من معه وفى سنة ست عشرة وثلثمائة خرج الدمستق في عساكر الروم فحاصر خلاط وملكها صلحا وجعل الصليب في جامعها ورحل إلى تدنيس ففعل بها كذلك وهرب أهل أردن إلى بغداد واستغاثوا فلم يغاثوا وفيها ظهر أهل ملطية على سبعمائة رجل من الروم والأرمن دخلوا بلدهم خفية وقدمهم مليح الأرمني ليكونوا لهم عونا إذا حاصروها فقتلهم أهل ملطية عن آخرهم وفى سنة سبع عشرة بعث أهل الثغور الجزرية مثل ملطية وفارقين وآمد وارزا يستمدون المقتدر في العساكر والا فيعطوا الإتاوة للروم فلم يمدهم فصالحوا الروم وملكوا البلاد وفيها دخل مفلح الساجي بلاد الروم وفى سنة عشرين غزا نمالى بلاد الروم من طرسوس ولقى الروم فهزمهم وقتل منهم ثلثمائة وأسر ثلاثة آلاف وغنم من الفضة والذهب شيئا كثيرا وعاد بالصائفة في سنته في حشد كثير وبلغ عمورية فهرب عنها من كان تجمع إليها من الروم ودخلها المسلمون فوجدوا من الأمتعة والأطعمة كثيرا فغنموا وأحرقوا وتوغلوا في بلاد الروم يقتلون ويكتسحون ويخربون حتى بلغوا انكمورية التي مصرها اهده وعادوا سالمين وبلغت قيمة السبى مائة ألف وستة وثلاثين ألف دينار وفى هذه السنة راسل ابن الريداني وغيره من الأرمن في نواحي أرمينية وحثوا الروم على قصد بلاد الاسلام فساروا وخربوا نواحي خلاط وقتلوا وأسروا فسار إليهم مفلح غلام يوسف بن أبي الساج من أذربيجان في جموع من الجند والمتطوعة فأثخن في بلاد الروم حتى يقال ان القتلى بغوا مائة ألف وخرب بلاد ابن الريداني ومن وافقه وقتل ونهب ثم جاءت الروم إلى سميساط فحصروها وأمدهم سعيد بن حمدان وكان المقتدر ولاه الموصل وديار ربيعة على أن يسترجع ملطية من الروم فلما جاء رسول أهل سميساط إليهم فأجفل الروم عنها فسار إلى ملطية وبها عساكر الروم ومليح الأرمني صاحب الثغور الرومية وبنى بن قيس صاحب المقتدر الذي تنصر فلما أحسوا باقبال سعيد هربوا وتركوها خشية أن يثب بهم أهلها وملكها سعيد
(٣٨٦)