الديلم حروب هلك فيها ليلى بن النعمان سنة تسع وثلثمائة لان أمر الخلفاء كان قد انقطع عن خراسان وولوها لبنى سامان فكانت بسبب ذلك بينهم وبين أهل طبرستان من الحروب ما أشرنا إليه ثم كانت بعد ذلك حرب مع بنى سامان فولاها من قواد الديلم شرخاب بن بهبودان وهو ابن عم ما كان بن كالى وصاحب جيش أبى الحسن الأطروش وقاتله سيمجور صاحب جيش بنى سامان فهزمه وهلك شرخاب وولى ابن الأطروش ما كان بن كالى على استراباذ فاجتمع إليه الديلم وقدموه على أنفسهم واستولى على جرجان كما يذكر ذلك كله في أخبار العلوية وكان من أصحاب ما كان هذا أسفار ابن شيرويه من قواد الديلم عن ما كان إلى قواد بنى سامان فاتصل ببكر بن محمد بن اليسع بنيسابور وبعثه في الجنود لافتتاح جرجان وبها أبو الحسن بن كالى نائبا عن أخيه ما كان وهو بطبرستان فقتل أبو الحسن وقام بأمر جرجان علي بن خرشيد ودعا أسفار ابن شيرويه إلى حمايتها من ما كان فزحف إليهم من طبرستان فهزموه وغلبوه عليها ونصبوا أبا الحسن وعلي بن خرشيد فزحف ما كان إلى أسفار وهزمه وغلبه على طبرستان ورجع إلى بكر بن محمد بن اليسع بجرجان ثم توفى بكر سنة خمس عشرة فولى نصر بن أحمد بن سامان أسفار بن شيرويه مكانه على جرجان وبعث أسفار عن مرداويح بن زيار الجبلي وقدمه على جيشه وقصدوا طبرستان فملكوها وكان الحسن ابن القاسم الداعي قد استولى على الري وأعمالها من يد نصر بن سامان ومعه قائده ما كان بن كالى فلما غلب أسفار على طبرستان زحف إليه الداعي وقائده ما كان فانهزما وقتل الداعي ورجع ما كان إلى الري واستولى أسفار بن شيرويه على طبرستان وجرجان ودعا لنصر بن أحمد بن سامان ونزل سارية واستعمل على آمد هارون بن بهرام ثم سار أسفار إلى الري فأخذها من يد ما كان بن كالى وسار ما كان إلى طبرستان واستولى أسفار على سائر أعمال الري وقزوين وزنجان وأبهر وقم والكرخ وعظمت جيوشه وحدثته نفسه بالملك فانتقض على نصر بن سامان صاحب خراسان واعتزم على حربه وحرب الخليفة وبعث المقتدر هارون بن غريب الحال في عسكر إلى قزوين فحاربه أسفار وهزمه وقتل كثيرا من أصحابه ثم زحف إليه نصر بن سامان من بخارا فراسله في الصلح وضمان أموال الجباية فأجابه وولاه ورجع إلى بخارا فعظم أمر أسفار وكثر عيسه وعسف جنده وكان قائده مرداويح من أكبر قواده قد بعثه أسفار إلى سلار صاحب سميرم والطرم يدعوه إلى طاعته فاتفق مع سلار على الوثوب بأسفار وقد باطن في ذلك جماعة من قواد أسفار ووزيره محمد بن مطرف الجرجاني ونمى الخبر إلى أسفار وثار به الجند فهرب إلى بيهق وجاء مرداويح من قزوين إلى الري وكتب
(٣٨٢)