الوزير في ألف فارس لغزو الصائفة مددا لبسر الخادم عامل طرسوس ولم يتيسر لهم الدخول في المصيف فدخلوا شاتية في كلب البرد وشدته وغنموا وسبوا وفى سنة ثنتين وثلثمائة غزا بسر الخادم والى طرسوس بلاد الروم ففتح وغنم وسبى وأسر مائة وخمسين وكان السبى نحوا من ألفى رأس وفى سنة ثلاث وثلثمائة أغارت الروم على ثغور الجزيرة ونهبوا حصن منصور وسبوا أهله بتشاغل عسكر الجزيرة بطلب الحسين ابن حمدان مع مؤنس حتى قبض عليه كما مر وفى هذه السنة خرج الروم إلى ناحية طرسوس والفرات فقاتلوا وقتلوا نحوا من ستمائة فارس وجاء مليح الأرمني إلى مرعش فعاث في نواحيها ولم يكن للمسلمين في هذه السنة صائفة وفى سنة أربع بعدها سار مؤنس المظفر بالصائفة ومر بالموصل فقلد سبكا المفلحي باريدى وقردى من أعمال الفرات وقلد عثمان العبودي مدينة بلد وسنجار ووصيفا البكتمرى باقي بلاد ربيعة وسار إلى ملطية فدخل منها وكتب إلى أبي القاسم علي بن أحمد بن بسطام أن يدخل من طرسوس في أهلها ففتح مؤنس حصونا كثيرة وغنم وسبى ورجع إلى بغداد فأكرمه المعتضد وخلع عليه وفى سنة خمس وثلثمائة وصل رسولان من ملك الروم إلى المقتدر في المهادنة والفداء فتلقيا بالإكرام وجلس لهما الوزير في الأبهة وصف الأجناد بالسلاح العظيم الشأن والزينة الكاملة فأديا إليه الرسالة وأدخلهما من الغد على المقتدر وقد احتفل في الأبهة ما شاء فأجابهما إلى ما طلب ملكهم وبعث مؤنسا الخادم للفداء وجعله أميرا على كل بلد يدخله إلى أن ينصرف وأطلق الارزاق الواسعة لمن سار معه من الجنود وأنفذ معه مائة وعشرين ألف دينار للفدية وفيها غزا الصائفه جنا الصفواني فغنم وغزا وسير نمالى الخادم في الأسطول فغنم وفى السنة بعدها غزا نمالى في البحر كذلك وجنا الصفواني فظفر وفتح وعاد وغزا بشر الأفشين بلاد الروم ففتح عدة حصون وغنم وسبى وفى سنة سبع غزا نمالى في البحر فلقى مراكب المهدى صاحب إفريقية فغلبهم وقتل جماعة منهم وأسر خادما للمهدى وفى سنة عشرة وثلثمائة غزا محمد بن نصر الحاجب من الموصل على قاليقلا فأصاب من الروم وسار أهل طرسوس من ملطية فظفروا واستباحوا وعادوا وفى سنة احدى عشرة غزا مؤنس المظفر بلاد الروم فغنم وفتح حصونا وغزا نمالى في البحر فغنم ألف رأس من السبى وثمانية آلاف من الظهر ومائة ألف من الغنم وشيئا كثيرا من الذهب والفضة وفى سنة ثنتي عشرة جاء رسول ملك الروم بالهدايا ومعه أبو عمر بن عبد الباقي يطلبان الهدنة وتقرير الفداء فأجيبا إلى ذلك ثم غدروا بالصائفة فدخل المسلمون بلاد الروم فأثخنوا ورجعوا وفى سنة أربع عشرة خرجت الروم إلى ملطية ونواحيها مع الدمستق ومليح الأرمني صاحب
(٣٨٥)