وقبض المقتدر على أبي الهيجاء واخوته جميعا فحبسوا وفيها ولى الحسين بن محمد ابن عينونة عامل الخراج والضياع بديار ربيعة بعد وفاة أبيه محمد بن أبي بكر وفى سنة أربع عزل علي بن وهشودان صاحب الحرب بأصبهان بمنافرة وقعت بينه وبين أحمد ابن شاه صاحب الخراج وولى مكانه أحمد بن مسرور البلخي وأقام ابن وهشودان بنواحي الجبل ثم تغلب يوسف بن أبي الساج عليها كما مر وسار إليه مؤنس سنة سبع فهزمه وأسره وولى على اصبهان وقم وقاشان وساوة أحمد بن علي بن صعلوك وعلى الري ودنباوند وقزوين وأبهر وزنجان علي بن وهشودان استدعاه من الجبل فولاه ووثب به عمه أحمد بن مسافر صاحب الكرم فقتله بقزوين فاستعمل مكانه على الحرب وصيفا البكتمرى وعلى الخراج محمد بن سليمان ثم سار أحمد بن صعلوك إليها فقتل محمد ابن سليمان وطرد وصيفا ثم قاطع على الاعمال بمال معلوم كما مر وكان على أعمال سجستان كثير بن أحمد مقهور متغلبا عليها فسار إليه أبو الحمامي عامل فارس فخافه كثير وقاطع على البلاد وعقد له عليها وكان على كرمان سنة أربع وثلثمائة أبو زيد خالد ابن محمد المارداني فانتقض وسار إلى شيراز فقاتله بدر الحمامي وقتله وفى هذه السنة قلد مؤنس المظفر عند مسيره إلى الصائفة وانتهائه إلى الموصل فولوا على بلد باريدى وقردى سبكا المفلحي وعلى مدينة بلد وسنجار وباكرى عثمان العبودي صاحب الحرب بديار مصر فولى مكانه وصيف البكتمرى فعجز عن القيام بها فعزل وولى مكانه جنا الصفواني وكان على البصرة في هذه السنة الحسن بن الخليل تولاها منذ سنين ووقعت فتن بينه وبين العامة من مضر وربيعة واتصلت وقتل منهم خلق ثم اضطروه إلى الالحاق بواسط فاستعمل عليها أبا دلف هاشم بن محمد الخزاعي ثم عزل لسنة وولى سبكا المفلحي نيابة عن شفيع المقتدري وفى سنة ست وثلثمائة عزل عن الشرطة نزار وجعل فيها نجيح الطولوني فأقام في الأرباع فقهاء يعمل أهل الشرطة بفتواهم فضعفت الهيبة بذلك وكثر اللصوص والعيارون وكبست دور التجار واختطفت ثياب الناس وفى سنة سبع وثلثمائة ولى إبراهيم بن حمدان ديار ربيعة وولى بنى بن قيس بلاد شهر زور واتسعت عليه فاستمد المقتدر وحاصرها ثم قلد الحرب بالموصل وأعمالها وكان على الموصل قبله محمد ابن إسحاق بن كنداج وكان قد سار لاصلاح البلاد فوقعت فتنة بالموصل فرجع إليها فمنعوه الدخول فحاصرهم وعزله المقتدر سنة ثلاث وثلثمائة وولى مكانه عبد الله ابن محمد الغساني وفى سنة ثمان وثلثمائة ولى المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان على طريق خراسان والدينور وفيها ولى على دقوقا وعكبرا وطريق الموصل بدرا الشرابي وفى سنة تسع ولى المقتدر على حرب الموصل ومعونتها محمد بن نصر الحاجب فسار إليها
(٣٨٨)