ابن أبي الساج ثامن شوال بعد وصول أبى طاهر بيوم وبعث يدعوه إلى الطاعة للمقتدر فقال لا طاعة الا لله فآذنه بالحرب وتزاحفوا يوما إلى الليل ثم انهزم أصحاب ابن أبي الساج وأسروا ووكل أبو طاهر طبيبا يعالج جراحته ووصل المنهزمون ببغداد فأرجفوا بالهرب وبرز مؤنس المظفر لقصد الكوفة وقد سار القرامطة إلى عين التمر فبعث مؤنس من بغداد خمسمائة سرية ليمنعهم من عبور الفرات ثم قصد القرامطة الأنبار ونزلوا غربي الفرات وجاؤا بالسفن من الحديثة فأجاز فيها ثلثمائة منهم وقاتلوا عسكر الخليفة فهزموهم واستولوا على مدينة الأنبار وجاء الخبر إلى بغداد فخرج الحاجب في العساكر ولحق بمؤنس المظفر واجتمعوا في نيف وأربعين ألف مقاتل إلى عسكر القرامطة ليخلصوا ابن أبي الساج فقاتلهم القرامطة وهزموهم وكان أبو طاهر قد نظر إلى ابن أبي الساج وهو يستشرف إلى الخلاص وأصحابه يشيرونه فأحضره وقتله وقتل جميع الأسرى من أصحابه وكثر الهرج ببغداد واتخذوا السفن بالانحدار إلى واسط ومنهم من نقل متاعه إلى حلوان وكان نازوك صاحب الشرطة فأكثر التطواف بالليل والنهار وقتل بعض الدعار فأقصروا عن؟؟ ثم سار القرامطة عن الأنبار فاتحة سنة ست عشرة ورجع مؤنس إلى بغداد وسار أبو طاهر إلى الرحبة فملكها واستباحها واستأمن إليه أهل قرقيسيا فأمنهم وبعث السرايا إلى الاعراب بالجزيرة فنهبوهم وهربوا بين يديه وقدر إليهم الإتاوة في كل سنة يحملونها إلى هجر ثم سار أبو طاهر إلى الرقة وقاتلها ثلاثا وبعث السرايا إلى رأس عين وكفر توثا وسنجار فاستأمنوا إليهم وخرج مؤنس المظفر من بغداد في العسكر وقصد الرقة فسار أبو طاهر عنها إلى الرحبة ووصلها مؤنس وسار القرامطة إلى هيت فامتنعت عليهم فساروا إلى الكوفة وخرج من بغداد نصر الحاجب وهرون بن غريب وبنى بن قيس في العساكر إليها ووصلت جند القرامطة إلى قصر ابن هبيرة ثم مرض نصر الحاجب واستخلف على عسكره أحمد بن كيغلغ وعاد فمات في طريقه وولى مكانه على عسكره هارون بن عريب وولى مكانه في الحجة ابنه أحمد ثم انصرف القرامطة إلى بلادهم ورجع هارون إلى بغداد في شوال من السنة ثم اجتمع بالسواد جماعات من أهل هذا المذهب بواسط وعين التمر وولى كل جماعة عليهم رجلا منهم فولى جماعة واسط حريث بن مسعود وجماعة عين التمر عيسى بن موسى وسار إلى؟؟ وصرف العمال عن السواد وجبى الخراج وسار حريث إلى أعمال الموفق وبنى بها دار أسماها دار الهجرة واستولى على تلك الناحية وكان صاحب الحرب بواسط بنى بن قيس فهزموه فبعث إليه المقتدر هارون ابن غريب في العساكر والى قرامطة الكوفة صافيا البصري فهزموهم من كل جانب
(٣٧٨)