في وزارته وكان كثيرا ما يطرح جانبه ويسئ في توقعاته على عماله وإذا اشتكى إليه أحد من نوابه يوقع على القصة انما عقد الضمان على الحقوق الواجبة فليكف الظلم عن الرعية فأنف حامد من ذلك واستأذن في المسير إلى واسط للنظر في ضمانه فأذن له ثم كثرت استغاثة الخدم والحاشية من تأخر أرزاقهم وفسادها فان علي بن عيسى كان يؤخرها وإذا اجتمعت عدة شهور أسقطوا بعضها وكثرت السعاية واستغاث العمال وجميع أصحاب الارزاق بأنه حط من أرزاقهم شهرين من كل سنة فكثرت الفتنة على حامد وكان الحسن ابن الوزير ابن الفرات متعلقا بمفلح الأسود خالصة الخليفة المقتدر وكان؟؟ لأبيه وجرى بينه وبين حامد يوما كلام فأساء عليه حامد وحقد له وكتب ابن الفرات إلى المقتدر وضمن له أموالا فأطلقه واستوزره وقبض على علي بن عيسى وحبسه في مكانه وذلك سنة احدى عشرة وجاء حامد من واسط فبعث ابن الفرات من يقبض عليه فهرب من طريقه واختفى ببغداد ثم مضى إلى نصر ابن الحاجب سرا وسأل ايصاله إلى المقتدر وأن يحبسه بدار الخلافة ولا يمكن ابن الفرات منه فاستدعى نصر الحاجب مفلحا الخادم حتى وقفه على أمره وشفع له في رفع المؤاخذة بما كان منه فمضى إلى المقتدر وفاوضه بما أحب وأمر المقتدر باسلامه لابن الفرات فحبسه مدة ثم أحضره وأحضر له القضاة والعمال وناظره فيما وصل إليه من الجهات فأقر بنحو ألف ألف دينار وضمنه المحسن بن الفرات بخمسمائة ألف دينار فسلم إليه وعذبه أنواعا من العذاب وبعثه إلى واسط ليبيع أمواله هناك فهلك في طريقه باسهال أصابه ثم صودر علي بن عيسى على ثلثمائة ألف دينار وعذبه المحسن بعد ذلك عليها فلم يستخرج منه شيئا وسيره ابن الفرات أيام عطلته وحبسه بعد أن كان رباه وأحسن إليه فقبض عليه مدة ثم أطلقه وقبض على ابن الجوزي وسلمه إلى ابنه المحسن فعذبه ثم بعثه إلى الأهواز لاستخراج الأموال فضربه الموكل به حتى مات وقبض أيضا على الحسين ابن أحمد وكان تولى مصر والشأم وعلى محمد بن علي المارداني وصادرهما على ألف ألف وسبعمائة ألف دينار وصادر جماعة من الكتاب سواهم ونكبهم وجاء مؤنس من غزاته فأنهى إليه أفعال ابن الفرات وما هو يعتمده من المصادرات والنكايات وتعذيب ابنه للناس فخافه ابن الفرات وخوف المقتدر منه وأشار بسيره إلى الشأم ليقيم هنالك بالثغر فبعثه المقتدر وأبعده ثم سعى ابن الفرات بنصر الحاجب وأغراه به وأطمعه في ماله وكان مكبرا واستجار نصر بأم المقتدر ثم كثر الارجاف بابن الفرات فخاف وأنهى إلى المقتدر بأن الناس عادوه لنصحه للسلطان واستيفاء حقوقه وركب هو وابنه المحسن إلى المقتدر فأوصلهما إليه وأسهمهما وخرجا من عنده فمنعهما نصر الحاجب ودخل
(٣٧٣)