فسارت إليه روابط الجزيرة في ألف فارس فهزمهم وقاد منهم ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبي ومهلل بن صفوان مولى المنصور ثم نزار من قواد خراسان ثم زياد بن مسكان ثم صالح بن صبيح فهزمهم كلهم واحدا بعد واحد وقتل منهم ثم سار إليه حميد بن قحطبة وهو عامل الجزيرة فهزمه وتحصن حميد منه فبعث المنصور عبد العزيز بن عبد الرحمن أخا عبد الجبار في الجيوش ومعه زياد بن مسكان فأكمن له الملبد وقاتلهم ثم خرج الكعبين فانهزم عبد العزيز وقتل عامة أصحابه فبعث المنصور حازم بن خزيمة في ثمانية آلاف من أهل خراسان فسار إلى الموصل وعبر إليه الملبد دجلة فقاتله فانهزم أهل الميمنة وأهل الميسرة من أصحاب حازم وترجل حازم وأصحابه وترجل ملبد كذلك وأمر حازم أصحابه فنضحوهم بالنبل واشتد القتال وتزاحفت الميمنة والميسرة ورشقوهم فقتل ملبد في ثمانمائة ممن ترجل معه وثلثمائة قبل أن يترجل وتبعهم فضالة صاحب الميمنة فقتل منهم زهاء مائة وخمسين ثم خرج سنة ثمان وأربعين أيام المنصور بنواحي الموصل حسان بن مخالد بن مالك بن الأجدع الهمداني أخو مسروق وكان على الموصل الصفر بن يجدة وليها بعد حرب بن عبد الله فسار إليهم فهزموه إلى الدجلة وسار حسان إلى العمال ثم إلى البحر وركب إلى السند وقاتل وكاتب الخوارج بعمان يدعوهم ويستأذنهم في اللحاق بهم فأبوا وعاد إلى الموصل فخرج إليه الصفر بن الحسن ابن صالح بن جنادة الهمذاني وهلال فقتل هلالا واستبقى ابن الحسن فاتهمه بعض أصحابه بالعصبية وفارقوه وقد كان حسان أمه من الخوارج وخاله حفص بن أشتم من فقهائهم ولما بلغ المنصور خروجه قال خارجي من همذان فقيل له انه ابن أخت حفص بن أشتم قال من هناك وانما أنكر المنصور ذلك لان عامة همذان شيعة وعزم المنصور على الفتك بأهل الموصل فإنهم عاهدوه على أنهم ان خرجوا فقد فلت ديارهم وأموالهم وأحضر أبا حنيفة وابن أبي ليلى بن شبرمة واستفتاهم فتلطفوا له في العفو فأشار إلى أبي حنيفة فقال أبا حوا ما لا يملكون كما لو أباحت امرأة فزوجها بغير عقد شرعي فكف عن أهل الموصل ثم خرج أيام المهدى بخراسان يوسف بن إبراهيم المعروف بالبرة واجتمع بشركس فبعث إليه المهدى يزيد بن مزيد الشيباني ابن أخي معن فاقتتلوا قتالا شديدا وأسره يزيد وبعث به إلى المهدى موثقا وحمل من النهروان على بعير وحول وجهه إلى ذنبه كذلك فدخلوا إلى الرصافة وقطعوا ثم صلبوا وكان حروبا متعودا فغلب على بوشنج ومرو الروذ والطالقان والجوزجان وكان على بوشنج مصعب بن زريق جد طاهر بن الحسين فهرب منه وكان من أصحابه معاد الفارياني وقبض معه ثم خرج معه أيام المهدى بالجزيرة حمزة بن مالك الخزاعي سنة تسع وستين
(١٦٨)