على الحجاز واليمن واليمامة وولى مكانه على الكوفة عيسى ابن أخيه موسى بن محمد ثم توفى داود سنة ثلاث وثلاثين فولى مكانه على الحجاز واليمامة خالد بن زياد بن عبيد الله ابن عبيد وعلى اليمن محمد بن يزيد بن عبيد الله بن عبد وولى السفاح على البصرة سفيان بن معاوية المهلبي ثم عزله وولى مكانه عمه سليمان بن علي وأضاف إليه كور دجلة والبحرين وعمان وولى عمه إسماعيل بن علي الأهواز وعمه عبد الله بن علي على الشأم وأبا عون عبد الملك بن يزيد على مصر وأبا مسلم على خراسان وبرمك على ديوان الخراج وولى عمه عيسى بن علي على فارس فسبقه إليها محمد ابن الأشعث من قبل أبى مسلم فلما قدم عليه عيسى هم محمد بقتله وقال أمرني أبو مسلم أن أقتل من جاءني بولاية من غيره ثم أقصر عن قتله واستحلفه بأيمان لا مخارج لها أن لا يعلو منبرا ما عاش ولا يتقلد سيفا الا في جهاد فوفى عيسى بذلك بقية عمره واستعمل بعده على فارس عمه إسماعيل بن علي واستعمل على الموصل محمد بن صول فطرده أهلها وقالوا بل علينا تولى خثعم وكانوا منحرفين عن بنى العباس فاستعمل السفاح عليهم أخاه يحيى وبعثه في اثنى عشر ألفا فنزل قصر الامارة وقتل منهم اثنى عشر رجلا فثاروا به وحمل السلاح فنودي فيهم بالأمان لمن دخل المسجد الجامع فتسايل الناس إليه وقد أقام الرجال على أبوابه فقتلوا كل من دخل يقال قتل أحد عشر ألفا ممن لبس وما لا يحصى من غيرهم وسمع صياح النساء بالليل فأمر من الغد بقتل النساء والصبيان واستباحهم ثلاثة أيام وكان في عسكره أربعة آلاف من الزنوج فعانوا في النساء وركب في اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف فاعترضته امرأة وأخذت بعنان دابته وقالت له ألست من بنى هاشم ألست ابن عم الرسول أما تعلم أن المؤمنات المسلمات ينكحهن الزنوج فامسك عنها وجمع الزنج من الغد للعطاء وأمر بهم فقتلوا عن آخرهم وبلغ السفاح سوء أمره في أهل الموصل فعزله وولى مكانه إسماعيل بن علي وولى يحيى مكان إسماعيل بالأهواز وفارس وملك الروم ملطية وقاليقلا وفى سنة ثلاث وثلاثين أقبل قسطنطين ملك الروم فحصر ملطية والفتن يومئذ بالجزيرة وعاملها يومئذ موسى بن كعب بن اسان فلم يزل حاصرهم حتى نزلوا على الأمان وانتقلوا إلى بلاد الجزيرة وحملوا ما قدروا عليه وخرب الروم ملطية وسار عنها إلى مرج الحصى وأرسل قسطنطين العساكر إلى قاليقلا من نواحي ماردين مع قائده كوشان الأرمني فحصرها وداخل بعض الأرمن من أهل المدينة فنقبوا له السور فاقتحم البلد من ذلك النقب واستباحها
(١٧٧)